السبت، 1 أغسطس 2009

16 - إسم الله ( الرحمن )


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم مالك الملك ,تؤتى الملك من تشاء , وتنزع الملك ممن تشاء , وتعز من تشاء وتذل من تشاء , بيدك الخير إنك على كل شئ قدير , رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما , تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء إرحمنى رحمة تغنينى بها عن رحمة من سواك .
دليل ثبوت الإسم :
*************
ورد الإسم فى القرآن والسنة , ورد الإسم فى القرآن فى خمسة وأربعين موضعا وإقترن بإسم الرحيم ستة مرات ولم يقترن بغيره فى بقية المواضع , قال تعالى : ( قل إدعوا الله أو إدعوا الرحمن أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى ) الإسراء : 110 .
قال تعالى : ( تنزيل من الرحمن الرحيم ) فصلت : 2 .
ومما ورد فى السنة من حديث إبن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الخيل ثلاثة : ففرس للرحمن وفرس للإنسان وفرس للشيطان , أما فرس الرحمن فالذى يربط فى سبيل الله فعلفه وروثه وبوله وذكر ما شاء الله وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أو يراهن عليه وأما فرس الإنسان فالفرس يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها فهي تستر من فقر .
وكان النبى صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول : ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن .
شرح الإسم :
*********
الرحمن فى اللغة صفة مشبهة وهى أبلغ من الرحيم , وو يختص بالله عز وجل ولا يجوز إطلاقه فى حق غيره , والرحمن سبحانه هو المتصف بالرحمة العامة الشاملة , حيث خلق العباد ورزقهم وهداهم سبلهم , وإسترعاهم فى أرضه , ليبلوهم أيهم أحسن عملا , ومن ثم فرحمة الله فى الدنيا وسعتهم جميعا تحقيقا لحكمته فى إبقائهم على معانى الإبتلاء , يرزقون ويتقلبون فى نعمه فشملت المؤمنين والكافرين , والرحمة تفتح أبواب الرجاء والأمل , وتدفع أبواب اليأس والخوف .
والله عز وجل سبقت رحمته غضبه , ولم يجعل من واسع رحمته إلا جزءا يسيرا فى الدنيا يتراحم به الناس ويتعاطفون , حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه كما ذكر لنا نبينا عليه الصلاة والسلام ان الرحمه مئة جزء وأن الله أمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل إلى الأرض جزءا واحدا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة , وأرسل فى خلقه كلهم رحمة واحدة , فلو يعلم الكافر بكل الذى عند الله من العذاب لم يأمن من النار
والرحمة التى دل عليها الإسم رحمة عامة تظهر مقتضى الحكمة فى أهل الدنيا فمن رحمته أنه أنعم عليهم ليشكروا , ولكن كثيرا منهم جاحدون .
ولذلك فإن الله خص هذا الإسم ليقرنه بإستوائه على عرشه فى جميع المواضع التى وردت فى القرآن والسنة , قال تعالى : ( الرحمن على العرش إستوى ) طه :5 ,وقال النبى صلى الله عليه وسلم : فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن .
وذلك لأن الله فوق الخلائق أجمعين سواء كانوا مؤمنين أو كافرين , فحياتهم قائمة بإذنه , وأرزاقهم مكنونة فى غيبه , وبقائهم رهن مشيئته و أمره فلا يستغنى عنه فى الحقيقة مؤمن أو كافر .
الدعاء بإسم الله الرحمن دعاء مسألة :
**************************
وردالدعاء بالإسم المطلق فى إستعاذة مريم إبنة عمران عندما تمثل لها جبريل بشرا سويا وبشرها بعيسى عليه السلام قال تعالى : ( قالت قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا )
مريم : 18 ,وهى تعنى إن كنت تقيا تتقى الله وتخشى الإستعاذة وتعظمها فإنى عائذة منك بالرحمن .
أما دعاء المسألة بوصف الرحمة العامة الذى دل عليه إسمه الرحمن , فقال تعالى : ( وإعف عنا وإغفر لنا وإرحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) البقرة : 286
( وقل رب إغفر وإرحم وانت خير الراحمين ) المؤمنون : 118 .
وعليه فالمسلم يدعو بما يناسب حاجته ومطلبه .
الدعاء بإسم الرحمن دعاء عبادة :
************************
دعاء العبادة بالإسم هو إمتلاء القلب بالرحمة والحب والحرص على ما ينفع عموم الخلق , فتوحيد العبد للاسم فى سلوكه يقتضى الرحمة العامة بعباد الله سواء كانوا مؤمنين أو كافرين , فالمؤمنين يحب لهم ما يحب لنفسه , واما الكافرين يحرص على دعوتهم ويسهم فى إخماد كفرهم ويجتهد فى نصحهم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الراحمون يرحمهم الله , إرحموا أهل الأرض يرحمكم من فى السماء , الرحم شجنة من الرحمن , فمن وصلها وصله الله , ومن قطعها قطعه الله .
اللهم إرحمنا فأنت بنا راحم , ولا تعذبنا فأنت علينا قادر , وإلطف بنا فيما جرت به المقادير , يا أرحم الراحمين

نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور: محمود عبد الرازق الرضوانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق