الأحد، 26 يوليو 2009

15 - حكم تسمية العباد بأسماء الله الحسنى


بسم الله الرحمن الرحيم


يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لى شأنى كله ولا تكلنى إلى نفسى طرفة عين . وصلى اللهم وسلم على خيرة خلقك نبينا محمد , وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.


حقيقة التسمية بين البشر تعريف الشخص بإسم مخصوص يتميز به عن غيره بحيث يتصور

الذهن وجوده عند ذكره , أما التسمية فى حق الخالق فلا تخضع لأحكامنا لأن الله متوحد فى أسمائه وصفاته , فهو سبحانه ليس كمثله شئ , وأسماؤه أزلية أبدية لا أولية ولا آخرية ,

أما فى البشر فالإسم فارغ من الوصفية .

وكان العرب من شأنهم أن يسموا أولادهم بأسماء الجماد والحيوان لما يرون فيها من بعض الصفات النبيلة كتسميتهم : صخرا أو حربا , أو أسدا أو كلبا , وهم يقصدون تمييز هذا الشخص عن غيره , ويتطلعون أن تتحقق فيه الوصفيةالتى تضمنها الإسم مستقبلا , ولما جاء الإسلام أدب المسلمين فى أسمائهم و أسماء أولادهم فشرع لهم آداب ينبغى مراعاتها,

فالتسمية للمولود حق مشروع للأب دون الأم , فقال تعالى : ( إدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) الأحزاب : 5, ولما كان الإنسان يوم ولادته لا حول له ولا قوة فى تسميته , أمر النبى صلى الله عليه وسلم الآباء بالإحسان إلى أولادهم , وأن يتخيروا أحب الأسماء لهم , عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ( مسلم .2132) , ويلتحق بهذين الإسمين ما كان مثلهما كعبد الرحيم وعبد الملك وعبد الصمد وسائر الأسماء الحسنى .

كما أرشدنا نبينا إلى التسمى بأسماء الانبياء فقال صلى الله عليه وسلم : تسموا بأسماء الأنبياء , وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن , وأصدقها حارث وهمام , وأقبحها حرب ومرة.

أما المكروه من الأسماء والمحرم فقد إتفق العلماء على تحريم كل إسم معبد لغير الله كعبد العزى وعبد هبل وعبد عمرو وعبد الكعبة , وكذلك التسمية بأسماء الشياطين مثل : خنزب والولهان والأعور , ومنها أسماء الفراعنه والجبابرة مثل فرعون وقارون وهامان , ومنها أسماء الملائكة مثل : جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فإنه يكره تسمية الآدميين بها .

وإذا لم يحسن الأب تسمية ولده فعلى الولد بعد بلوغ الرشد أن بغير إسمه , لأن الإسم كما يدعى به الشخص فى الدنيا فإنه يدعى به يوم القيامة, ولا حرج فى ذلك فقد غير النبى الأسم لبعض الصحابة والصحابيات مثل : السيدة زينب بنت جحش وكانت مرة , جيلة بنت عمر وكان إسمها عاصية .

وما يمنع به تسمية الإنسان به أسماء الرب تبارك وتعالى , فلا يجوز التسمية بالأحد والصمد ولا بالخالق ولا بالرازق و ولا بالقاهر والظاهر.

كما تحرم التسمية بملك الملوك ,ويكرة تسمية قاضى القضاء وحاكم الحكام فقد كان جماعة من أهل الدين يتورعون عن إطلاق هذين اللفظين بالقياس على ملك الاملاك .


نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة

للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق