الأحد، 12 يوليو 2009

11 - أنواع دعاء المسألة وتعلقها بالأسماء الحسنى


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم لا تجعل حاجتنا إلا إليك ,ولا رزقنا إلا منك , ولا توكلنا إلا عليك , وحسبنا الله ونعم الوكيل.

أنواع دعاء المسألة :

***************

1 - أن يكون الدعاء بالإسم المطلق وهو أعلاه لأنه يدل بالتضمن على وصف كمال مطلق بحيث يكون الإسم فى غاية الحسن , ومن ذلك إستعاذة مريم كقوله تعالى : ( قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) مريم : 18 , وعند مسلم من حديث على رضى الله عنه فى دعاء النبى صلى الله عليه وسلم إذا قدم إلى الصلاة : اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت , أنت ربى وأنا عبدك ظلمت نفسى وإعترفت بذنوبى فاغفر لى ذنوبى إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.


فوردت نصوص فيه دعاء المسألة بإسم الله الرحمن والعزيز الحكيم , والغفور الرحيم , والملك , والأول الآخر الظاهر الباطن .


2 - أن يكون دعاء المسالة بالإسم المقيد وهذا النوع شأنه شأن الدعاء بجميع الأسماء المقيدة , ومن ذلك قوله تعالى عن زكريا عليه السلام : ( قال رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ) آل عمران : 38 , فإسم الله السميع من الأسماء الحسنى المطلقة ولكنه ورد مقيدا فى هذا الموضع , ومثله أيضا الدعاء باسم الله البصير والمولى .

وفى السنة إسم الله النصير , من حديث أنس رضى الله عنه أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال : اللهم أنت عضدى ونصيرى بك أحول وبك أصول وبك أقاتل.


3 - الدعاء بالوصف الذى دل عليه الإسم سواء كان وصف ذات أو فعل , فمن دعاء المسألة بوصف الذات الدعاء بالعزة التى دل عليها إسم الله العزيز فيما رواه مسلم من حديث ابن عباس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : اللهم إنى أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلنى , أنت الحى الذى يموت والجن والإنس يموتون .

أما الدعاء بوصف الفعل فكالدعاء بالفتح الذى دل عليه إسم الله الفتاح فى دعاء نبى الله نوح عليه وسلم كقوله تعالى : ( قال رب إن قومى كذبون فافتح بينى وبينهم فتحا ونجنى ومن معى من المؤمنين ) الشعراء : 118


4 - أن يكون الدعاء والمدح والثناء بلسان المقال , ويكون دعاء المسألة بلسان الحال ومن ذلك حديث ابن عباس رضى الله عنه قال : كان النبى صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب :لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب السماوات والأرض رب العرش العظيم .


5 - الدعاء بمقتضى الإسم فهذا يشمله دعاء المسألة , والمقصود الدعاء بمقتضى الطلب أو الخبر فى سياق النص الذى ورد فيه ذكر الإسم أو الوصف كقوله تعالى : ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) النساء : 110 .

فالمسلم يقول : اللهم إنى أرجو رحمتك إنك أنت الغفور الرحيم , اللهم إنى أتوب إليك وأستغفرك يا غفور يا رحيم .

ويمكن الدعاء أيضا بمقتضى الإسم المطلق مثل أن يقول : اللهم يا خبير يا بصير , سبحانك وبحمدك , توكلت عليك فى مسألتى وأنت عليم بذنبى فإغفر لى وعافنى وإرزقنى وإقض حاجتى ويسر أمرى ويسمى لربه ما يشاء .

والقصد أن الدعاء عبودية لله تعالى وإفتقار إليه , وتذلل بين يديه , فكلما كثره العبد وطوله وأعاده وأبداه ونوع جمله كان ذلك أبلغ فى عبوديته وإظهار فقره وتذلل لله وكان ذلك أقرب له من ربه وأعظم لثوابه , وهذا بخلاف المخلوق , فالله سبحانه كلما سألته كنت أقرب إليه وأحب إليه ,وكلما ألححت عليه فى الدعاء أحبك , ومن لم يساله يغضب عليه , فالله يغضب إن تركت سؤاله , وبنى آدم حين يسأل يغضب .



نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة

للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق