السبت، 4 يوليو 2009

10 - الدعاء بأسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
صلاة وسلام دائمين متلازمين الى يوم الدين اللهم حبب إلينا

الإيمان وزينه فى قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان . نتعرف اليوم بإذن الله
على الدعاء بأسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة .
أصل الدعاء إمالة الشئ إليك بكلام يكون منك طلبا أو نداء ,أو رغبة أو رجاء , أو سؤالا أو ابتهالا .
ويقال : دعوت الله أدعوه دعاء ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير , ودعا لفلان طلب له الخير , ودعا على فلان طلب له الشر . أما الدعاء من جهة الشرع فقد عرفه الخطابى بقوله : ( معنى الدعاء إستدعاء العبد ربه عز وجل العناية , واستمداد منه المعونة, وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله تعالى والتبرؤ من الحول والقوة , وهو سمة العبودية وإستشعار الذلة البشرية , وفيه معنى الثناء على الله عز وجل , وإضافة الجود والكرم إليه .) والدعاء يرد فى القرآن والسنة على عدة معانى :

أولا : النداء , كما فى قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إستجيبوا لله وللرسول إذغ دعاكم لما يحييكم ) الأنفال : 24
ثانيا : الطلب والسؤال , كما فى قوله تعالى : ( وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )البقرة : 186 وقال تعالى : ( قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ) طه : 36
ثالثا : العبادة , لما روى عند الترمذى وصححة الألبانى من حديث النعمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الدعاء هو العبادة , ثم قرأ : ( وقال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين ) غافر : 60.
رابعا : الإستغاثة , كما فى قوله تعالى : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون ) النمل : 62 .
والسؤال إن كان من العبد لربه كان طلبا ورجاء , ومدحا وثناء , ورغبة ودعاءا , واضطرارا وإلتجاء مثل قوله تعالى : ( يسأله من فى السماوات والأرض كل يوم هو فى شأن) الرحمن : 29 , وإن كان من الله لعبده كان تكليفا وإبتلاء , ومحاسبة وجزاءا وتعريفا , مثل قوله تعالى : ( فوربك لنسألنهم أجمعين ) الحجر : 92
وأما العبادة فى اللغة فهى :
الخضوع والتذليل من قولهم : طريق معبد أى مذلل بكثرة الوطء عليه ,
والعبادة من جهة المعنى الشرعى: تعنى الخضوع التام المقترن بالإرادة وتعظيم المحبوب وقال ابن القيم قال : ( العبادة هى الحب مع الذل , فكل من ذللت له وأطعته وأحببته دون الله فأنت له عابد ) ولنعلم هنا أن دعاء المسألة أعلى أنواع التوسل إلى الله
فإذاكان مدح المخلوق قبل سؤاله بذكر القيل من أوصاف كماله يعد سببا للإجابة وتحقيق المطلوب ,فإن مدح الخالق قبلسؤاله بذكر أسمائه وصفاته وأفعاله يعد سببا متينا فى دعاء المسألة من باب أولى , لا سيما أن المخلوق يمدح بوصف مكتسب زائل ,
وربما يمدح بما لايستحق أو نفاقا وكذبا ,
أما رب العزة والجلال فما زال بأسمائه وصفاته أولا قبل خلقه ,وكما كان بأسمائه وصفاته أزلية كذلك لا يزال عليها أبديا , وهو الغنى عن العالمين . وكل شئ إليه فقير .وكل أمر عليه يسير .فقد وردت نصوص نبوية كثيرة تدل على أن الداعى يتوجب عليه أن يثنى علي ربه قبل السؤال والدعاء , وأن يصلى أيضا على خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم , روى أبو داود من حديث فضالة أنه قال : ( سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو فى صلاته , ولم يمجد الله تعالى , ولم يصل على النبى صلى الله عليه وسلم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عجل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره : إذا صلى أحدكم , فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز والثناء عليه , ثم يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد بما شاء ) .

والله عز وجل يحب أن يثنى عليه عبده بأسمائه وصفاته قبل سؤاله ودعائه وروى

البخارى من حديث إبن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا أحد أغير من
الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن , ولا شئ أحب إليه المدح من الله لذلك مدح نفسه ).

وأنواع التوسل التى شرعها الله عز وجل لعبادة ثلاثة أنواع أعلاها وأشرفها التوسل إليه بأسمائه الحسنى وصفاته وأفعاله
فقد روى النسائى من حديث محجن بن الأردع أنه قال : ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد إذا رجل قد قضى صلاته وهو يتشهد , فقال : اللهم إنى أسالك يا ألله بأنك الواحد الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لى ذنوبى إنك أنت الغفور الرحيم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد غفر له ثلاثا ),

النوع الثانى من التوسل :
هو التوسل إلى الله بفعل العمل الصالح وهو من دعاء العبادة , كأن يذكر الداعى عملا صالحا ذا بال , فيه خوف من الله أو إيثار رضا الله فيه على كل شئ , ثم يتوسل به إلى ربه ليكون أرجى لقبوله وإجابته , وهذا توسل جيد وجميل قد شرعه الله وارتضاه .

النوع الثالث من التوسل :
هو التوسل إلى الله تعالى بدعاء الأحياء من المؤمنين الصالحين كأن يقع المسلم فى ضيق شديد أو تحل به مصيبة , ويعلم من نفسه التفريط فى حق الله تبارك وتعالى , فيطلب ممن يعتقد فيه الصلاح والتقوى أو الفضل والعلم أن يدعواأن يدعوا له ربه ليفرج عنه كربه ويذهب غمه . وقد روى من حديث أنس بن مالك رضى الله عليه : ( أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس إبن عبد المطلب فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا , وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا , قال : فيسقون ) ومعنى ذلك أنهم كانوا يقصدون نبيهم ويطلبوا منه أن يدعو لهم ويتقربوا إلى الله بدعائه , والآن وقد إنتقل للرفيق الاعلى , فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس ونطلب منه أن يدعو لنا


نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق