الجمعة، 7 أغسطس 2009

19 - إسم الله ( القدوس )

بسم الله الرحمن الرحيم

سبوح قدوس رب الملائكة والروح


الدليل على ثبوت الإسم وإحصائه

************************

ورد إسم الله القدوس فى القرآن مطلقا معرفا , فقال تعالى : ( هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون )

الحشر : 23 , ( يسبح لله ما فى السماوات وما فى الارض الملك القدوس العزيز الحكيم ) الجمعة : 1 .

وورد الإسم فى السنة مطلقا معرفا ومنونا كما فى حديث عائشة رضى الله عنه أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى ركوعه وسجوده , سبوح قدوس رب الملائكة والروح .

قالت السيدة عائشة : كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا هب من الليل كبر عشرا وحمد عشرا , وقال : سبحان الله وبحمده عشرا , وقال : سبحان الملك القدوس عشرا وإستغفر عشرا وهلل عشرا . حديث فى سنن أبى داوود .


شرح الإسم وتفسير معناه :

*********************

التقديس فى اللغة التطهير , ومنه سميت الجنة حظيرة القدس كما ورد فى حديث أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن رب العزة : من ترك الخمر وهو يقدر عليه لأسقينه منه فى حظيرة القدس , ومن ترك الحرير وهو يقدر عليه لأكسونه إياه فى حظيرة القدس .

وكذلك سمى جبريل عليه السلام روح القدس , قال تعالى : ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ) النحل : 102 .

والقداسة تعنى الطهر والبركة , وقدس الرجل ربه أى عظمه وكبره , وطهر نفسه بتوحيده وعبادته , ومحبته وطاعته , ومن ذلك قول الملائكة : ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )

البقرة : 30 , فالقدوس لغة يعنى المطهر المنزه عن كل نقص المتصف بجميع أنواع الكمال.

والقدوس سبحانه هو المنفرد بأوصاف الكمال الذى لا تضرب له الامثال , فهو المنزه المطهر الذى لا نقص فيه بوجه من الوجوه , والتقديس الذى هو خلاصة التوحيد الحق إفراد الله عز وجل بذاته وأوصافه وأفعاله عن الأقيسة التمثيلية و القواعد الشمولية و القوانين التى تحكم ذوات المخلوقين وأوصافهم وأفعالهم , فالله سبحانه نزه نفسه عن كل نقص فقال :

( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) الشورى : 11 , فالتقديس لا يكون تقديسا والتنزيه فى حق الله يكون تنزيها إلا بنفى وإثبات .


دلالة الإسم على أوصاف الله :

*********************

إسم الله القدوس يدل على ذات الله وعلى صفة القدسية كوصف ذات وكوصف فعل , فالله هو المنزه عن كل نقص وعيب لأنه متصف بجميع أنواع الكمال , وهو المستحق للتقديس والعظمة والجلال .

وهو سبحانه يقدس من شاء من خلقه وفق مراده وحكمه , ورد فى حديث إبن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : إن الله عز وجل لا يقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيهم حقه , وفى حديث جابررضى الله عليه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم ؟ .


الدعاء بإسم الله القدوس دعاء مسألة :

**************************

وهو ما تقدم من حديث السيدة عائشة رضى الله عنها هو دعاء مسألة بعد ثناء النبى صلى الله

عليه وسلم على الله عز وجل عشر مرات , ويكرر فيها الإسم قائلا : سبحان الملك القدوس

ثم دعا بعد ذلك فقال : اللهم إنى أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة.

وكذلك دعاء الثناء والمدح فى ركوعه صلى الله عليه وسلم وسجوده : سبوح قدوس رب الملائكة والروح .


الدعاء بإسم الله القدوس دعاء عبادة :

**************************

يتجلى توحيد المسلم لربه فى أسمه القدوس من خلال تنزيهه عن أقيسة التمثيل والشمول التى تحكمنا , كما أنه ينزه الله عن وصف العباد له إلا ما وصف المرسلون , قال تعالى : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ) الصافات : 182 ,فيصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل .

ومن دعاء العبادة لأن ينزه المسلم نفسه عن المعاصى والذنوب , ويطلب من الله المعونة أن يحفظه فى سمعه وبصره وفى سائر بدنه من جميع النقائص والعيوب, وينبغى على المسلم أن يكون نزيها طاهرا فى بدنه وملبسه وقوله وفعله وسائر سلوكياته .


نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة

للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق