الأحد، 30 أغسطس 2009

24 - إسم الله ( الجبار)


بسم الله الرحمن الرحيم


سبحان ذى الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة .

الدليل على ثبوت الإسم وإحصائه :

*************************

ورد الإسم فى القرآن فى موضع واحد وهو قوله تعالى : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) الحشر : 23 , ووردت فى السنة النبوية أدلة كثيرة منها ما رواه البخارى من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة , يتكفؤها الجبار بيده , كما يكفأ أحدكم خبزته فى السفر , نزلا لأهل الجنة .

وعند مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول : يأخذ الجبار عز وجل سماواته وأرضيه بيديه .

شرح الإسم وتفسير معناه :

********************

الجبار فى اللغة صيغة مبالغة من إسم الفاعل الجابر , وأصل الجبر إصلاح الشئ بضرب من القهر , ومنه جبر العظم أى أصلح كسره , وجبر الفقير أغناه . وجبر الخاسر عوضه , وجبر المريض عالجه , ويستعمل الجبر بمعنى الإكراه على الفعل والإلزام بلا تخير .

وهو سبحانه هو الذى يجبر الفقر بالغنى والمرض بالصحة , والخيبة والفشل بالتوفيق والأمل , والخوف بالأمن ,فهو جبار متصف بكثرة جبره حوائج خلقه , وهو الجبار أيضا لعلوه على خلقه فى ذاته وشأنه وقهره , ونفاذ مشيئته فى ملكه , فلا غالب لأمره ولا معقب لحكمه فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .

والجبار عند الجبرية أهل الضلال هو الذى يكره العباد على الفعل فلا إختيار لهم ولا حرية , وقولهم مردود لقوله تعالى : (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)البقرة : 256 , وإنما يتحقق معنى الجبار فى الإجبار عن إسقاط الإختيار ورفع التكليف والمسؤلية , كالسنن الكونية التى لا تحويل فيها ولا تبديل , وكالحركات اللا إرادية فى الإنسان كحركة القلب وسريان الروح فى الأبدان .

وهذا الإسم فى حق الله محمود من معان الكمال والجمال , وفى حق العباد وصف مذموم كما قال تعالى : ( كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)غافر :35 .

دلالة الإسم على أوصاف الله :

********************

إسم الله الجبار يدل على ذات الله وعلى صفة الجبروت بدلالة المطابقة , والإجبار كوصف فعل بمعنى الإصلاح أو قهر الخلائق على مشيئته , وكان النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين : اللهم إغفر لى وإرحمنى وإجبرنى وإهدنى وإرزقنى .

الدعاء بإسم الله الجبار دعاء مسألة :

*************************ر دعاء عبادة**

ورد دعاء المسألة بالوصف الذى تضمنه الإسم فى الحديث السابق , ومن حديث أبى أمامةرضى الله عنه قال : ما صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قريب منه إلا سمعته يقول فى دبر كل صلاة : اللهم إغفر لى ذنوبى وخطاياى كلها , اللهم أنعشنى وإجبرنى وإهدنى لصالح الأعمال والأخلاق , فإنه لا يهدى لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت .

الدعاء بإسم الله الجبار دعاء عبادة :

**************************

دعاء العبادة هو مظهر الخضوع لجبروت الله توحيدا له فى إسمه الجبار , فينفى الموحد عن نفسه التجبر والإنكسار , ويلين للحق إذا ظهر نوره من غير إنكار , ويقين الموحد بأن الله هو الجبار يجعله دائم الإنكسار والإفتقار مداوما على التوبة والإستغفار رغبة فى ربه أن يجبر كسره وأن يغفر ذنبه وأن يديم فقره إليه , وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه أنه صلى مع النبى صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فسمعه حين كبر قال : الله أكبر ذا الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة

نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة

للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق