الثلاثاء، 26 يناير 2010

33-اسم الله ( البصير )


بسم الله الرحمن الرحيم

قال ابن القيم :

وهو البصير يرى دبيب النملة السوداء تحت الصخر والصوان

ويرى مجارى القوت فى أعضائها : ويرى عروق بياضها بعيان

ويرى خيانات العيون بلحظها :ويرى كذلك تقلب الأجفان



الدليل على ثبوت الاسم وإحصائه :

*************************

ورد اسم الله البصير مطلقا معرفا ومنونا ومقترنا باسم الله السميع فى آيات كثيرة مثل قوله تعالى : ( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) الحج : 75,وقرن بالسميع فى ستة مواضع , وأيضا قال تعالى : ( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً ) الفرقان : 20.

أما ما ورد فى السنة فقد تقدم فى الحديث فى الاسم السابق : فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ولكن تدعون سمعيا بصيرا .

شرح الاسم وتفسير معناه :

*******************

البصير فى اللغة من أبنية المبالغة, والبصر يقال للعين , ويقال لحس العين والنظر , أو القوة التى تبصر بها العين أو حاسة الرؤية .

والبصيرة هى الحجة والاستبصار وهى اسم لما يعقد فى القلب من الدين وتحقيق الأمر , وقيل البصيرة : الفطنة , والبصير سبحانه هو المتصف بالبصر ويجب إثبات الصفة لله دون تمثيل أو تكييف أوتعطيل أو تحريف , هو الذى يبصر جميع الموجودات فى عالم الغيب والشهادة , ويرى الأشياء مهما خفيت أو ظهرت مهما دقت أو عظمت .

وهو الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور , ولا يخفى عليه شئ من أعمال العباد , بل هو بجميعها محيط فالسر عنده علانية والغيب عنده شهادة , ويرى دبيب النملة السوداء فى الليلة الظلماء .

وهو الذى ينظر للمؤمنين بكرمه ورحمته , ويمن عليهم بنعمته وجنته ويزيدهم كرما بلقائه ورؤيته , ولا ينظر إلى الكافرين إيقاعا لعقوبته , فهم مخلدون فى النار محجوبون عن رؤيتة.

عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامةولا ينظر إليهم رجل حلف على سلعة , لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب , ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم , ورجل منع فضل ماء .

دلالة الاسم على أوصاف الله :
**********************
الاسم يدل على ذات الله وعلى صفة العين والإبصار بدلالة المطابقة , وعلى ذات الله وحدها بالتضمن , وفى رواية مسلم : إن الله تبارك وتعالى ليس بأعور , ألا إن المسيح أعور عين اليمنى , كأن عينه عنبة طافية , وصفة العين صفة ذاتية حقيقة نؤمن بها تصديقا لخبر الله ولا نسأل عن الكيفية ,لأننا ما رأينا الله , وما رأينا لعينه مثيلا , فالله عز وجل له عينان حقيقيتان تليق بذاته سبحانه , وقال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام : ( قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) طه : 46 .
وأما الإبصار كوصف فعل فالله ينظر إلى بعض خلقه دون بعض نظرة تعطف ورحمة ورأفة وقربة وتنعيما فهو من باب الخصوص , وقال تعالى عن أعدائه : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)آل عمران : 77 , واسم الله البصير يدل باللزوم على ما دل عليه اسمه السميع عز وجل .
الدعاء باسم الله البصير دعاء مسألة :
**************************
من دعاء المسألة الدعاء بمعنى الاسم ومقتضاه كسؤال العبد ربه أن ينير له بصره وبصيرته فى قول أو فعل يتناسب مع حاجته كما فى قول إبراهيم عليه السلام وهو يطلب من ربه أن يبصره بنسكه وحجه , وكذلك حال سيدنا موسى عليه السلام عندما طلب من ربه طلبا خاصا يزداد به قربه من خلال النظر إلى المحبوب , وكذلك أمر الله نبيه أن يتوكل على الذى يراه حين يقوم من الليل : ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)217( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ)218( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) 219 الشعراء .
الدعاء باسم الله البصير دعاء عبادة :
***************************
دعاء العبادة باسم البصير هو وصول العبد لمرتبة الإحسان وتأثره الدائم بكمال المراقبة , روى البخارى من حديث عمر رضى الله عنه أن جبريل سأل النبى صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرنى عن الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
فوجب على العبد أن يراقب ربه فى طاعته , ويوقن أنه من فوق عرشه بصير بعبادته , عليم بإخلاصه ونيته , قال تعالى : ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) التوبة : 105 , كما أن دعاء العبادة يوجب علينا أن ننظر ونتفكر وأن نعتبر ونتذكر وننظر فى خلق الله وآثار صنعته , وكمال قدرته وبالغ حكمته .
أما من جمة التسمية بعبد البصير فقد تسمى به .
***************************************************************
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة .
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى .

الأربعاء، 6 يناير 2010

32 - اسم الله ( السميع )


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم إنى أعوذ بك من قلب لا يخشع , ودعاء لا يسمع , ومن نفس لا تشبع , ومن علم لا ينفع أعوذ بك من هؤلاء الأربع .

من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم .


الدليل على ثبوت الاسم وإحصائه :

************************

سمى الله نفسه السميع فى كثير من النصوص القرآنية والنبوية , قال تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) الشورى :11,وورد مقترنا باسم الله العليم فى أكثر من ثلاثين موضعا , ومقترنا باسم الله البصير فى أكثر من عشرة مواضع , وفى السنة ورد من حديث أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال : كنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى سفر , فكنا إذا علونا كبرنا , فقال النبى صلى الله عليه وسلم : أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا , ولكن تدعون سميعا بصيرا .

وكان يستفتح فى صلاته قبل القراءة بقوله : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه .

شرح الاسم وتفسير معناه :

***********************

السمع فى حقنا ما وقر فى الأذن من شئ تسمعه , والسمع صفة ذات وصفة فعل , فصفة الذات يعبر به عن الأذن والقوة التى يدرك بها الأصوات , أما صفة الفعل فتارة يكون السمع بمعنى الإستماع والإنصات كقوله تعالى : ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ)الأحقاف : 29 , وتارة يعبر به عن الفهم كقوله تعالى : ( قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) البقرة : 93 , أى فهمنا قولك ولم نأتمر بأمرك , وتارة يعبر عن الطاعة كقوله : ( وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ) البقرة : 285 أى فهمنا وأتمرنا .

أما السمع كوصف فعل لله عز وجل فهو السمع الذى يتعلق بمشيئته , أو على المعنى الخاص الذى فيه إجابه الدعاء أو إسماع من يشاء , وعند مسلم من حديث أبى هريرة مرفوعا : وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد .

دلالة الاسم على أوصاف الله :

***********************

اسم الله السميع يدل على ذات الله ويدل على الحياة والقيومية فالميت لا يسمع , وضعيف السمع يفتقر إلى آله تضخم الصوت , قال تعالى : ( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) النمل : 80 , ويدل الاسم على كمال الذات والصفات الإلهية .

الدعاء باسم الله السميع دعاء مسألة :

************************

ورد دعاء المسألة بالإسم المطلق فى كثير من النصوص منها قوله تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) البقرة : 127 , وورد فى أكثر من آية دعاء المسألة ,وورد فى السنة من حديث أبى سعيد رضى الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك , ثم يقول : لا إله إلا اللهى , ثلاثا ثن يقول : الله أكبر كبيرا ثلاثا , أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه .

الدعاء باسم الله السميع دعاء عبادة :

**************************

الإيمان بالاسم له أثر كبير على اعتقاد العبد وسلوكه , أما الإعتقاد فالموحد يعلم أن الله عز وجل من فوق عرشه يسمع كل صغيرة وكبيرة فى خلقه , وأنه متوحد فى سمعه وبصره , له الكمال المطلق ليس كمثله شئ وهو السميع البصير .

فعلى العبد أن لا يؤذى الناس بسمعه كأن يتحسس عوراتهم أو يخوض فى أعراضهم أو يشهر بزلاتهم .

وتسمى باسم عبد السميع .

**************************************************************

نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة .

للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى .

الاثنين، 28 ديسمبر 2009

31 - اسما الله ( الظاهر ) ( الباطن )



بسم الله الرحمن الرحيم








اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ , وأنت الآخر فليس بعدك شئ ,وأنت الظاهر فليس فوقك شئ , وأنت الباطن فليس دونك شئ , اقض عنا الدين واغننا من الفقر .







الدليل على ثبوت الإسم وإحصائه :



***********************



ورد الإسمين مقترنان بالإسمين السابقين فى قوله تعالى : ( ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الحديد :3 , وفى السنة أيضا دعاء النبى صلى الله عليه وسلم : اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ , وأنت الآخر فليس بعدك شئ , وأنت الظاهر فليس فوقك شئ , وأنت الباطن فليس دونك شئ , اقض عنا الدين واغننا من الفقر .


شرح الاسمان وتفسر المعنى :

**********************
( الظاهر ) هو اسم فاعل لمن اتصف بالظهور وهو خلاف الباطن , والظهور يرد على عدة معان , منها العلو والإرتفاع , ومنها بمعنى الغلبة أى ظهر فلان على فلان أى قوى عليه , ويقال : أظهر الله المسلمين على الكافرين أى أعلاهم عليه , والظهر بمعنى السند والحماية ويقال : فلان له ظهر أى مال , ويأتى بمعنى البيان للشئ الخفى .



والظاهر هو المنفرد بعلو الذات والفوقية , وعلو الغلبة والقاهرية , وعلو الشأن , فهو الظاهر فى كل معانى الكمال , وهو البين المبين الذى أبدى فى خلقه حججه الباهرة , وبراهينه الظاهرة , أحاط بكل شئ علما وأحصى كل شئ عددا , حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه .
والظاهر أيضا هو الذى بدا بنوره مع احتجابه بعالم الغيب , قال تعالى : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً)الجن : 26, وهو المعين للخلائق هو الذى رزقهم وأعانهم ودبر أمرهم وهداهم سبلهم .



( الباطن ) اسم فاعل لمن اتصف بالبطون , والبطون خلاف الظهور , وبطن الشئ أساسه المحتجب الذى تستقر به وعليه الأشياء , وهو المحتجب عن أبصار الخلق الذى لا يرى فى الدنيا ولا يدرك فى الآخرة , وفرق بين الرؤية والإدراك , فالله عز وجل لا يرى فى الدنيا ويرى فى الآخرة أما الإدراك فإنه لا يدرك فى الدنيا ولا فى الآخرة .


والله عز وجل باطن احتجب بذاته عن أبصار الناظرين لحكمة أرادها فى الخلائق أجمعين , فالله يرى فى الآخرة ولا يرى فى الدنيا لأنه شاء أن تقوم الخلائق على معنى الإبتلاء , ولو رأيناه فى الدنيا وانكشف الحجاب والغطاء , لتعطلت حكمة الله فى تدبيره الأشياء .


قال تعالى :( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) الملك :2, ومن هنا كان البطون ووضع الغطاء على أهل الإبتلاء , أو كشف الحجاب عند الإنتقال لدار الجزاء , وإذا كان تعالى لا يرى فى الدنيا ابتلاء فإنه سبحانه يرى فى الآخرة إكراما وجزاءا , إكراما لأهل طاعته , لأن الأمر فى الآخرة مختلف , إذ أن مدركات الإنسان وقتتها تتغير بالكيفية التى تناسب أمور الآخرة وأحداثها .


دلالة الاسم على أوصاف الله :

***********************
( الظاهر ) يدل على ذات الله وعلى الظهو وعلى العلو كوصف ذات , وهو واضح فى علو الشأن والقهر والفوقية , واسم الله الظاهر يدل باللزوم على الحياة والقيومية والسمع والبصر والعلم والقدرة والغنى والعزة والإحاطة .


( الباطن ) يدل على ذات الله وعلى صفة البطون وتشمل صفة العلم والإحاطة والهيمنة , وتشمل عظمة الذات وجلالها واحتجابها من وراء الأسباب , وعلى مقتضى حكمته فى ابتلاء العباد , فالله عز وجل هو الباطن الذى أحاط بهم من كل الوجوه .


الدعاء باسم الله دعاء مسألة :

**********************************

دعاء المسألة بالاسم المطلق ورد فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه الذى تقدم فى دعاء النبى صلى الله عليه وسلم :
اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ , وأنت الآخر فليس بعدك شئ ,وأنت الظاهر فليس فوقك شئ , وأنت الباطن فليس دونك شئ , اقض عنا الدين واغننا من الفقر .



ويمكن الدعاء أيضا بالمعنى الذى تضمنه الاسم , فالظاهر هو المعين والسند والظهير والعلى والملجأ والنصير , ومعنى الباطن هو العليم القريب الذى يسمع السر وأخفى , وهو أقرب إلى عبده من حبل الوريد .





الدعاء باسم الله دعاء عبادة
*********************
دعاء العبادة هو أثر الإسم على اعتقاد العبد وسلوكه , فمن جهة الإعتقاد إيمانه بقدرة الله فى الأشياء , وأنه الظاهر الذى استوى على عرشه فى السماء, وأنه المهيمن على سائر الأشياء , وأنه سبحانه منفرد بالخلق والتدبير , فمن وافق الشرائع والسنن استحق من الله الثواب ومن خالف وابتدع استحق منه العقاب , وأنه الباطن القادر الفاعل بلطائف القدرة وخفايا المشيئة .





************************************************************


نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة.


للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى .

الاثنين، 7 ديسمبر 2009

30 - اسم الله ( الآخر )


بسم الله الرحمن الرحيم




اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ , وأنت الآخر فليس بعدك شئ ,وأنت الظاهر فليس فوقك شئ , وأنت الباطن فليس دونك شئ , اقض عنا الدين واغننا من الفقر .




الدليل على ثبوت الاسم وإحصائه :


************************


اسم الله الآخر ورد مع اسم الله السابق الأول فى قوله تعالى : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الحديد :3 وكذلك ورد فى السنة من حديث أبى هريرة رضى الله عنه الذى تقدم وفيه : (---وأنت الآخر فليس بعدك شئ ---- الحديث ) .

شرح الاسم وتفسير معناه :

********************

الآخر فى اللغة اسم فاعل لمن اتصف بالآخرية , والآخر ما يقابل الأول , ويقال أيضا لما بقى فى المدة الزمنية مثل : قوله تعالى : ( وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) آل عمران : 72, ويقال للثانى من الأرقام العددية مثل قوله تعالى : ( ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ) الشعراء : 66.

والآخر سبحانه هو المتصف بالبقاء والآخرية فهو الآخر الذى ليس بعده شئ الباقى بعد فناء الخلق , وهنا سؤال يطرح نفسه عن كيفية الجمع بين وصف الله عز وجل بأنه الآخر الباقى الذى ليس بعده شئ وبقاء المخلوقات فى الجنة ودوامها وأبديتها كما قال تعالى عن أهل الجنة ونعيمها ودوام متعتها ولذتها , قال تعالى : ( قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) المائدة : 119 , وقال عن أهل النار وعذابها ودوام الشقاء لأهلها , قال تعالى :

( وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ) الجن : 23 , قد يبدو فى الظاهر أن بقاء أهل الجنة وأهل النار أبدا متعارض مع إفراد الله عز وجل بالبقاء وأنه الآخر الذى ليس بعده شئ , لكن هذا التعارض يزول إذا علمنا أنه لابد أن نفرق فى قضية البقاء والآخرية بين ما يبقى ببقاء الله وما يبقى بإبقاء الله , أو نفرق بين بقاء الذات والصفات الإلهية وبقاء المخلوقات التى أوجدها الله عز وجل كالجنة والنار وما فيهما , فالجنة مثلا باقية بإبقاء الله , وما يتجدد فيها من نعيم متوقف فى وجوده على مشيئة الله .

أما ذاته وصفاته فباقيه ببقائه , وشتان بين ما يبقى ببقاء الله وما يبقى بإبقائه , فالجنة مخلوقه خلقها الله وكائنة بأمره وهى رهن مشيئة وحكمة , فمشيئة الله حاكمة على ما يبقى فيها وما لا يبقى .

ومن ثم فإن السلف الصالح يعتبرون خلد الجنة وأهلها إلى ما لا نهاية إنما هو بإبقاء الله وإرادته , فالبقاء عندهم ليس من طبيعة المخلوقات بل من طبيعتها جميعا الفناء , فالخلود هو بمدد دائم من الله تعالى .

أما صفات الله عز وجل ومنها عزته وعلوه ورحمته ويده وقدرته فهى صفات باقية ببقائة ملازمة لذاته حيث البقاء صفة ذاتية لله كما أن الأزليه صفة ذاتية له أيضا ,فلابد إذا أن نفرق بين صفات الأفعال الإلهية وأبديتها , ومفعولات الله الأبدية وطبيعتها , وهذا هو ما جاء به القرآن حيث فرق بين نوعين من البقاء , الأول هو بقاء الذات بصفاتها كما فى قوله تعالى : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) الرحمن 26 -27 , والنوع الثانى من البقاء بقاء المفعولات وأبديتها كالجنة والنار قال تعالى : ( وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) الأعلى : 17 , فالآية الأولى دلت على صفة من صفات الذات وهى صفة الوجه , ودلت على بقاء الصفة ببقاء الذات , فأثبتت بقاء الذات بصفاتها , وأثبتت فناء ما دونها أو إمكانيه فنائه , إذ أن الله هو الأول والآخر وهو بل كل شئ وبعد كل شئ .

دلالة الاسم على أوصاف الله :

**********************

اسم الله الآخر يدل على ذات الله وصفة الآخرية والبقاء , واسم الله الآخر يدل باللزوم على ما دل عليه اسمه الأول من صفات الذات , فبقاء المخلوقات فى الآخرة لا لذاتها ولكن بعطاء من الله لإكرام أهل طاعته وإنفاذ عدله فى أهل معصيته .

الدعاء باسم الله الآخر دعاء مسألة :

***************************

النصوص الواردة فى اسم الله الأول شواهد لدعاء المسألة باسم الله الآخر , ويمكن الدعاء بالمعنى الذى دل عليه الاسم لان معنى الآخر هو الذى تنتهى إليه الأمور , وهو الذى بيده تصريف المقادير , وكل دعاء حول هذا المعنى يدخل تحت دعاء المسألة , مثل قول النبى صلى الله عليه وسلم إذا غزا يقول : اللهم أنت عضدى ونصيرى , بك أحول وبك أصول وبك أقاتل .

الدعاء باسم الله الآخر دعاء عبادة:

**************************

ذكر ابن القيم أن التعبد لله باسمه الآخر أن تجعله وحده غايتك التى لا غايه لك سواه ولا مطلوب لك وراءه , فكما انتهت إليه الأواخر , وكان بعد كل آخر فكذلك اجعل نهايتك إليه, فإن إلى ربك المنتهى , وعند تحقيق التوحيد فى الإسم تجد الموحد يعود بافتقار إلى ربه , ويجعل المرجعيه فى فعله إلى ما اختاره لعبده , لعلمه أن الله عز وجل مالك الإرادات ورب القلوب والنيات يصرفها كيف شاء , فمن شاء أن يزيغه منها أزاغه , ومن شاء أن يقيمه أقامه , والتحقيق بمعرفه الاسم يوجب صحة الاضطرار وكمال الافتقار , ويعلم أن القلوب بيد مقلب القلوب يصرفها كيف يشاء .

ومن جهة التسمية بعبد الآخر تسمى به فى عصرنا الحديث .

*********************************************************************************

نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابنة فى الكتاب والسنة .

للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى .

السبت، 7 نوفمبر 2009

29 - اسم الله ( الأول )



بسم الله الرحمن الرحيم





اللهم أنت الأول لا شئ قبلك , وأنت الآخر فلا شئ بعدك , أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك , وأعوذ بك من الإثم والكسل ومن عذاب القبر ومن فتنة القبر , وأعوذ بك من المأثم والمغرم , اللهم نق قلبى من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس , اللهم باعد بينى وبين خطيئتى كما بعدت بين المشرق والمغرب .


من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم .


الدليل على ثبوت الإسم وإحصائه :


*****************************


اسم الله الأول سمى الله به نفسه على سبيل الإطلاق ودالا على كمال الوصفية فى نص واحد من النصوص القرآنية , قال تعالى : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الحديد : 3, وورد فى السنة عند مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ , وأنت الآخر فليس بعدك شئ , وأنت الظاهر فليس فوقك شئ , وأنت الباطن فليس دونك شئ , اقض عنا الدين واغننا من الفقر .


شرح الإسم وتفسير معناه :


**********************


الأول سبحانه هو الذى لم يسبقه فى الوجود شئ , وهو الذى علا بذاته وشأنه فوق كل شئ , وهو الذى لا يحتاج إلى غيره فى شئ , وهو المستغنى بنفسه عن كل شئ , فالأول اسم دل على وصف الأولية , وأولية الله تقدمه على كل من سواه فى الزمان .


ومن الأولية أيضا تقدمه سبحانه على غيره تقدما مطلق فى كل وصف كمال وهذا معنى الكمال فى الذات والصفات فى مقابل العجز والقصور لغيره من المخلوقات فلا يدنيه ولا يساويه أحد من خلقه لأنه سبحانه منفرد بذاته ووصفه وفعله


وربما يستشكل البعض وصف الله عز وجل بالأوليه مع وصفه بدوام الخالقية والقدرة والفاعلية , فإذاكان الله هو الأول الذى ليس قبله شئ , فهل يعنى ذلك أنه كان معطلا عن الفعل ثم أصبح خالقا فاعلا قادرا بعد أن لم يكن ؟


والجواب عن ذلك يقال : إن الله عز وجل موصوف بأنه مريد فعال لما يشاء وقت ما يشاء , كما قال تعالى : ( ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ., فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) 15 - 16 البروج , وقد بين الله عز وجل أنه قبل وجود السماوات والأرض لم يكن سوى العرش والماء , كما جاء فى قوله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء ) هود :7 , وربما يسأل سائل : وماذا قبل العرش والماء ؟


والجواب أن الله قد شاء أن يوقف علمنا عن بداية المخلوقات عند العرش والماء , فالله أخبرنا أنه يخلق ما يشاء , ويفعل ما يشاء وهو على ما يشاء قدير , وجهلنا بما خلق الله قبل العرش والماء لا يؤثر فيما يخصنا , أو يتعلق بحياتنا من معلومات ضرورية لتحقيق الكمال فى حياة الإنسان .


دلالة الاسم على أوصاف الله :


***********************


اسم الله الأول يدل على ذات الله وعلى صفة الأولية المطلقة , كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم : اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ .


واسم الله الأول يدل باللزوم على الحياة والقيومية والسمع والبصر والعلم والحكمة والمشيئة والقدرة والعلو والغنى وغير ذلك من صفات الكمال .


الدعاء باسم الله الأول دعاء مسألة :


***************************


ورد الدعاء بالاسم المطلق فى حديث مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا آوى إلى فراشه قال : اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم , ربنا ورب كل شئ , فالق الحب والنوى , ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان , أعوذبك من شر كل شئ أنت آخذ بناصيته , اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ , وأنت الآخر فليس بعدك شئ , وأنت الظاهر فليس دونك شئ , وأنت الباطن فليس دونك شئ , اقض عنا الدين واغننا من الفقر .


الدعاء باسم الله الأول دعاء عبادة :


****************************


دعاء العبادة إعتقاد وسلوك يقتضى توحيد الله فى إسمه الأول , أما الإعتقاد فمعرفه العبد أن الله عز وجل هو الأول الغنى بذاته وصفاته , وأن كمال أوصافه أيضا أولى بأولية ذاته , فلم يكتسب وصفا كان مفقودا , أما آثر الإسم على سلوك العبد فيظهر من محبة الأولية فى طلب الخير , وطلب الأسبقية فى إلتزام الأمر , وحرصه على المزيد من الأجر , ونجد ذلك من مداومة العبد على الصلاة فى أول وقتها , وحرصه على الصف الأول ومجاهدة الآخرين فى استباقهم إليه .


وقد تسمى باسم عبد الأول
****************************************************************


نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة


للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى


الجمعة، 30 أكتوبر 2009

28 - اسم الله ( المصور )


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم لك سجدت , وبك آمنت , ولك أسلمت , سجد وجهى للذى خلقه وصوره وشق سمعه وبصره ,تبارك الله أحسن الخالقين .

من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم إذا سجد .

الدليل على ثبوت الإسم وإحصائه :

**************************

لم يرد الاسم إلا فى قوله تعالى : (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الحشر : 24 ولم يثبت فى السنة النبوية .

شرح الاسم وتفسير معناه :

***********************

المصور فى اللغة اسم فاعل للموصوف بالتصوير ,وصور الشئ أى جعل له شكلا معلوما , وصور الشئ قطعه وفصله وميزه عن غيره , والصورة هى الشكل والهيئة أو الذات المتميزة بالصفات , والمصور سبحانه هو الذى صور المخلوقات بشتى أنواع الصور الجلية والخفية والحسية والعقلية , فلا يتماثل جنسان أو يتساوى نوعان بل لا يتساوى فردان , فلكل صورته وسيرته وما يخصه عن غيره , فالمصور فى أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات و مزينها بحكمته ومعطى كل مخلوق صورته على ما اقتضت مشيئته وحكمته , وهو الذى صور الناس فى الأرحام أطوارا ونوعهم أشكالا كما قال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ) الأعراف:11 , والله عز وجل كما صور الأبدان فتعددت وتنوعت أيضا الأخلاق فتتعدد صور الطباع والسلوك والمواهب والأفكار , وأعظم تكريم للإنسان من الله المصور أنه خلقه على صورته فى المعنى المجرد ليستخلفه فى أرضه ويستأمنه فى ملكه , روى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم : خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا , فلما خلقه قال إذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك , فقال : السلام عليكم , فقالوا : السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله , فكل من يدخل الجنة على صورة آدم , فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن .

والحديث ظاهر المعنى فى أن الله عز وجل صور آدم وجعل له سمعا وبصرا وعلما وحكما وخلافه وملكا وغير ذلك من الأوصاف المشتركة عند التجرد , والتى يصح عند إطلاقها إستخدامها فى حق الخالق والمخلوق , فالله عز وجل له صورة وآدم له صورة , ولفظ الصورة عند التجرد لا يعنى التماثل قط , ولا يكون علة للتشبيه إلا عند من فسدت فطرته من المشبهه والمعطلة .

والقصد أن المصور سبحانه خص الإنسان بهيئة متميزة , ومن خلالها يدرك بالبصر والبصيرة ,وأسجد له بعد تصويره الملائكة , وليس بعد ذلك شرف أو فضيلة .

دلالة الاسم على أوصاف الله :

*************************

اسم الله المصور يدل على ذات الله وعلى صفة التصوير , قال تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) غافر : 64 , واسم الله المصور يدل باللزوم على ما يدل عليه جميع أسماء الله الحسنى من صفات الكمال .

الدعاء باسم الله المصور دعاء مسألة :

*******************************

ورد الدعاء بالوصف من حديث على رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد قال : اللهم لك سجدت , وبك آمنت , ولك أسلمت , سجد وجهى للذى خلقه وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين .

الدعاء باسم الله المصور دعاء عبادة :

*****************************

دعاء العبادة باسم الله المصور أن يراعى العبد توحيد الله فيه , فلا يتشبه به فيما انفرد به من الربوبية ويقع فى شرك تصوير , من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا , أوقتله نبى , أو رجل يضل الناس بغير علم , أو مصور يصور التماثيل .

كما يجوز التسمية باسم عبد المصور .
*****************************************************************************
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة.

للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى .

الجمعة، 23 أكتوبر 2009

27 - اسم الله ( البارئ )



بسم الله الرحمن الرحيم



أعوذ بكلمات الله التامات التى لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ .


الدليل على ثبوت الإسم وإحصائه :


***************************


ورد فى قوله تعالى : ( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم) الحشر: 24, وورد هنا مطلقا , وورد فى موضع أخر مقيدا فى قوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ
فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة : 54, ولم يرد فى السنة حديث ذكر فيه .

شرح الاسم وتفسير معناه :
********************
البارئ فى اللغة اسم فاعل فعله برأ يبرأ برءا , وبرء بمعنى خلا من العيب أو التهمة, و خلص منها وتنزه عن وصفه بالنقص , وبرئ المريض أى شفى من مرضه , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل


والبارئ سبحانه له الكمال المطلق فى ذاته وصفاته وأفعاله , وتنزه عن كل نقص , وتقدس عن كل عيب , لا شبيه له ولا مثيل , ولا ند له ولا نظير , وهو واهب الحياة للأحياء , الذى خلق الأشياء صالحة ومناسبة للغاية التى أرادها , وهو الذى يتم الصنعة على وجه التدبير ويظهر المقدور وفق سابق التقدير .
والبارئ أيضا هو الذى أبرأ الخلق , وفصل كل جنس عن الآخر , وصور كل مخلوق بما يناسب الغاية من خلقه .


دلالة الاسم على أوصاف الله :

************************
اسم الله البارئ يدل بالمطابقة على ذات الله وعلى البراءة من العيب كوصف ذات والإبراء للخلق كوصف فعل , فالله عز وجل هو البارئ من كل نقص المتصف بالجلال والكمال , والإسم يدل باللزوم على الحياة والقيومية والعلم والقدرة , ويدل على الغنى والقوة والعظمة والحكمة , وغير ذلك من صفات الكمال .


الدعاء باسم الله البارئ دعاء مسألة :
***************************
لم يرد الدعاء بالاسم المطلق ولكن ورد دعاء المسألة بالوصف من حديث عبد الرحمن التميمى رضى الله عنه أن جبريل عليه السلام علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول : أعوذ بكلمات الله التامات التى لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ---الحديث .


الدعاء باسم الله البارئ دعاء عبادة :

**************************
دعاء العبادة هو مراعاة العبد لاسمه البارئ فى سلوكه , فيبرأ الى الله من كل شهوة تخالف أمره , ومن كل شبه تخالف خبره , ومن كل ولاء لغير دينه وشرعه , ومن كل بدعة تخالف سنة نبيه , ومن كل معصية تؤثر على محبة الله وقربه , ورضاه سبحانه عن عبده .


كما ينبغى على العبد أن يتقى الله عز وجل فى عمله , فيخلص فيه ويتقنه ما استطاع ليظهر جمال الصنعة توحيدا لمن برأ صانعها وعلمه ما لم يكن يعلم , ومنحه قوة على التفكير والإبداع .
ومن جهة التسمية فقد سمى بعبد البارئ .
***********************************************************************************
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة .
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى