من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تضور من الليل قال: ( لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار)
• الدليل على ثبوت الاسم وإحصائه :
**************************
سمى الله عز وجل نفسه القهار على سبيل الإطلاق مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية في كثير من النصوص القرآنية، كما في قوله تعالى: يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف:39]، وقوله: قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [الرعد:16] .
أما عن ورود الاسم في السنة فقد تقدم في الاسم السابق حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ( قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: إِذَا بُدِّلَتِ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قال: عَلَى الصِّرَاطِ )
• شرح الاسم ومعناه :
*********************
القهار صيغة مبالغة، فعال من اسم الفاعل القاهر، والفرق بين القاهر والقهار أن القاهر هو الذي له علو القهر الكلي المطلق باعتبار جميع المخلوقات وعلى اختلاف تنوعهم فهو قاهر فوق عباده، فلا يقوى ملك من الملوك أن ينازعه في علوه مهما تمادى في سلطانه وظلمه وإلاقهره القاهر، وعند البخاري من حديث البراء بن عازب أن النبي قال: ( اللهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ ) ، فلا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه، فالقاهر هو الذي له علو القهر الكلي المطلق .
أما القهار فهو الذي له علو القهر باعتبار الكثرة والتعيين في الجزء، أو باعتبار نوعية المقهور، فالله أهلك قوم نوح وقهرهم، وقهر قوم هود وثمود، وقهر فرعون وهامان
أما القهار فهو الذي له علو القهر باعتبار الكثرة والتعيين في الجزء، أو باعتبار نوعية المقهور، فالله أهلك قوم نوح وقهرهم، وقهر قوم هود وثمود، وقهر فرعون وهامان
والله سبحانه قهار لكل متكبر جبار، والدنيا فيها المتكبرون وما أكثرهم وفيها المجرمون، والمستضعفون كثيرون عاجزون يفتقرون إلى معين قهار وملك قادر جبار، فالواحد القهار هو ملجأهم، وهو بالمرصاد لكل متكبر جبار .
ومن ثم فإن القهار هو كثير القهر للظالمين، وقهره عظيم أليم، يقصم ظهر الجبابرة من أعدائه فيقهرهم بالإماتة والإذلال، ويقهر من نازعه في ألوهيته وعبادته، وربوبيته وحاكميته وأسمائه وصفاته
• دلالة الاسم على أوصاف الله :
***********************
اسم الله القهار يدل على ذات الله وعلى صفة القهر ويدل باللزوم على الحياة والقيومية والعلم الأحدية والقدرة والصمدية والغنى والعزة والكبرياء والقوة، وغير ذلك من صفات الكمال.
• الدعاء باسم الله القهار دعاء مسألة:
• الدعاء باسم الله القهار دعاء مسألة:
*************************
ورد دعاء المسألة بالاسم المطلق في الحديث الذي تقدم عن عائشة رضي الله عنها في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا تضور من الليل قال: ( لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار )
وقال تعالى عن يوسف عليه السلام : يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف:39]، وهو استفهام تقريري يدل على دعاء المسألة والعبادة معا أراد به يوسف عليه السلام دعاء الله وحده لا شريك له وعبادته وخلع ما سواه من الأوثان التي يعبدها قومهما، فهل دعاء الذي ذل كل شيء لعز جلاله وعظمة سلطانه خير أم التي يعبدونها ويسمونها آلهة من تلقاء أنفسهم والتي تلقاها خلفهم عن سلفهم؟
• الدعاء باسم الله القهار دعاء عبادة :
وقال تعالى عن يوسف عليه السلام : يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف:39]، وهو استفهام تقريري يدل على دعاء المسألة والعبادة معا أراد به يوسف عليه السلام دعاء الله وحده لا شريك له وعبادته وخلع ما سواه من الأوثان التي يعبدها قومهما، فهل دعاء الذي ذل كل شيء لعز جلاله وعظمة سلطانه خير أم التي يعبدونها ويسمونها آلهة من تلقاء أنفسهم والتي تلقاها خلفهم عن سلفهم؟
• الدعاء باسم الله القهار دعاء عبادة :
***************************
دعاء العبادة بالاسم هو قهر النفس بالاستغفار والتوبة، وقهر وسواس الشيطان بالاستعاذة، وقهر الشبهة والجهل باليقين ونور العلم، وقهر كل ظالم جبار بالاستعاذة بالله الواحد القهار، قال تعالى: وَقَال المَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ ليُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلهَتَكَ قَال سَنُقَتِّل أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُون قَال مُوسَى لقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ للمُتَّقِينَ [الأعراف:128] .
ومن دعاء العبادة أيضا أن يلين المسلم للفقراء والمستضعفين ويحنوا على اليتامى والمساكين، ويعفو عند المقدرة عن المسيئين، قال تعالى : فَأما اليَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِل فَلا تَنْهَرْ [الضحى:10] .
أما التسمي بالتعبد لاسم الله القهار، فقد تسمى به
*********************************************************************************ن
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق