لا إله إلا الله الملك الحق المبين، لا إله إلا الله العدل اليقين، لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين، سبحانك إني كنت من الظالمين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وإليه المصير ،وهو على كل شيء قدير .
الدليل على ثبوت الاسم وإحصائه :
***************************
اسم الله المبين ورد في القرآن معرفا مرادا به العلمية، مطلقا يفيد المدح والثناء على الله بنفسه، ودالا على كمال الوصفية كما في قوله تعالى: } يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبِينُ { [النور:25]، ولم يذكر الاسم إلا في هذه الآية فقط، ولم يرد في حديث صحيح، لكن الآية دليل صريح على أن الله سمى نفسه به .
وقد ورد هذا الاسم في أعقاب اتهام المنافقين لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك، فأظهر الله براءتها وأبان للمسلمين طهارتها ومكانتها .
شرح الاسم وتفسير معناه :
************************
المبين اسم فاعل من الفعل بان أو أبان، وأصل البَينُ التميز والظهور، والبُعْد والانفصال، يقال بانَ الحقُّ يَبينُ بَيانا فهو بائنٌ , والبائن أيضا بمعنى الظاهر المبين الواضح كما في قوله تعالى: } فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ { [الأعراف:107]، وقوله تعالى : } فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُبِينٍ { [الدخان:10] .
ومن الثاني أبان القول بيانا يعني أظهره بفصاحة , والمبين هو المنفرد بوصفه المباين لخلقة الظاهر فوق كل شيء، له مطلق العلو والفوقية، وليس كما قالت الجهمية أنه بذاته في كل مكان، بل هو سبحانه بائن من خلقه، ليس خلقه في شيء من ذاته، ولا ذاته في شيء من مخلوقاته، وقد ذكر ابن تيمية أن الأئمة من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر أئمة الدين اتفقوا على أن قوله تعالى: } وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ { [الحديد:4]، ليس معناه أنه مختلط بالمخلوقات وحال فيها، ولا أنه بذاته في كل مكان، بل هو سبحانه وتعالى على عرشه ومع كل شيء بعلمه وقدرته، فالله سبحانه مع العبد أينما كان .
والمبين عز وجل هو الذي أبان لكل مخلوق علة وجوده وغايته، وأبان لهم طلاقة قدرته مع بالغ حكمته، وأبان لهم الأدلة القاطعة على وحدانيته، وأبان لهم دينهم بأحكام شريعته .
وقد خاطب المبين عز وجل عباده بكل أنواع البيان، وأقام حجته بكل أنواع البرهان .
دلالة الاسم على أوصاف الله :
*****************************
المبين اسم من أسماء الله يدل على ذات الله , ، فالصفة لم ترد إلا ضمن الاسم في قوله تعالى: } يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ { [النور:25] .
وأما دلالة الاسم على صفة الفعل فالأدلة كثيرة كقوله تعالى: } كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلهُمْ يَتَّقُونَ { [البقرة:187].
والاسم يدل باللزوم على الحياة والقيومية والسمع والبصر والعلم والقدرة والحكمة والخبرة والهداية والرحمة واللطف والرأفة، وغير ذلك من صفات الذات والأفعال، وقد ختمت أغلب الآيات التي فيها صفة البيان بلوازم الوصف كالعلم والحكمة في قوله الله تعالى: } يُرِيدُ الله لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ { [النساء:26].
الدعاء باسم الله المبين دعاء مسألة :
******************************
ورد الدعاء بالوصف الذي تضمنه الاسم في قول الله تعالى عن بعض قوم موسى عليه السلام : } قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ { [البقرة:68] .
فالمسلم يدعو بما شاء مما يناسب اسم الله المبين، لاسيما إن كان مظلوما ولا يجد دليلا لبراءته أو كان عاجزا عن بيان حجته؛ فدعاء المسألة أن يذكر الاسم في دعائه يتقرب به إلى ربه طلبا لحاجته كقوله: اللهم أنت الحق المبين فرج كربي وارفع الظلم عني، ومن دعاء ابن الجوزي: ( لا اله إلا الله توحيدا يباين عقائد المشركين، لا اله إلا الله تنزيها يناقض دعاوى المبطلين، لا اله إلا الله إقرارا بما أنكرته عقول الجاحدين، لا اله إلا الله إيقانا لا يشوبه تردد الشاكين، لا اله إلا الله الملك الحق المبين ) .
الدعاء باسم الله المبين دعاء عبادة :
**************************
أثر الاسم يظهر على اعتقاد العبد وسلوكه، ويتجلى ذلك في مجاهدته لنفسه ليبقى باديا بسمت الإيمان وأخلاق القرآن، كما أنه يصدع بالحق ولا يخاف جائرا ولا سلطان لأن غير الله أيا كان بقاؤه بإبقاء الله وقدرته،
أما من جهة التسمية بعبد المبين فلم أجد أحدا سمي به من السلف أو الخلف.
*************************************************************************************
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق