الاثنين، 31 أغسطس 2009
25 - إسم الله ( المتكبر )
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله عز وجل : أنا الجبار , أنا المتكبر , أنا الملك , أنا المتعال , يمجد نفسه .
ظل الرسول صلى الله عليه وسلم يردد هذا حتى رجف به المنبر حتى ظن الصحابة أنه سيخر به.
الدليل على ثبوت الإسم وإحصائه :
************************
لم يرد الإسم فى كتاب الله إلا فى قوله تعالى :( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) الحشر : 23 ,وفى السنة ما ورد فى حديث أبن عمر قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وهو على المنبر :(والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون )قال : يقول الله عز وجل : أنا الجبار , أنا المتكبر,أنا الملك , أنا المتعال يمجد نفسه .
شرح الإسم وتفسير معناه :
*********************
المتكبر ذو الكبرياء إسم فاعل للموصوف بالكبرياء , والمتكبر هو العظيم المتعالى القاهر لعتاه خلقه ,إذ نازعوه العظمة قصمهم , والمتكبر أيضا هو الذى تكبر عن كل سوء , وتكبرعن كل سوء , وتكبر عن كل ظلم عباده , وتكبر عن قبول الشرك فى العبادة, فلا يقبل منها إلا ما كان خالصا لوجهه, وعن أيى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم : قال الله تبارك وتعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معى غيرى تركته وشركه .
وأصل الكبر والكبرياء الإمتناع, والكبرياء فى صفات الله مدح وفى صفات المخلوقين ذم , فهو سبحانه المتفرد بالعظمة والكبرياء , والأكرمية بين العباد مبنية على الأفضلية فى تقوى الله , والتاء فى إسم الله المتكبر تاء التفرد والتخصص لأن التعاطى والتكلف والكبر لا يليق بأحد من الخلق , وإنما سمة العبد الخضوع والتذلل .
وقال موسى عليه السلام : ( وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ)غافر : 27 , قال النبى صلى الله عليه وسلم : يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر فى صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان , فيساقون إلى سجن فى جهنم يسمى بولس تغلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال ,وهذا عند الترمذى وحسنه الألبانى من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده , فى كتاب صفة القيامة (2492) الترمذى .
دلالة الإسم على أوصاف الله :
**********************
إسم الله المتكبر يدل على ذات الله وعلى صفة الكبرياء , قال تعالى:( وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الجاثية : 37 , وعند البخارى من حديث عبد الله بن قيس عن أبيه رضى اله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه فى جنة عدن .
وإسم الله المتكبر يدل باللزوم على الحياة والقيومية والقدرة والصمدية والجبروت والعزة والهيمنة وغير ذلك من صفات الكمال.
الدعاء بإسم الله المتكبر دعاء مسألة :
***************************
ورد دعاء المسالة بالوصف الذى تضمنه الإسم , فعلى إعتبار أن المتكبر هو العظيم المتعالى , وقد إستجار موسى عليه السلام وإستعاذ فى دعائه من كل متكبر لأن التكبر لا ينبغى إلا لله وحده , قال تعالى : ( وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ)غافر : 27
الدعاء بإسم الله المتكبر دعاء عبادة :
*************************
دعاء العبادة هو أثر الإيمان بتوحيد الله فى إسمه المتكبر , ويتجلى ذلك فى نفى الكبر عن النفس بالتواضع , ونفى الشرك عن القول والفعل بالإخلاص , وأن يخلع العبد عن نفسه أوصاف الربوبية فلا يتشبه بالخالق , ولا يتعالى ولا يتكبر , ولكن يتواضع لله المتكبر , قال النبى صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر .
أما من جهة التسمية بعبد المتكبر والتعبد لله بهذا الإسم فلم يتسم به أحد من السلف أو الخلف .
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق