بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اللهم من آمن بك وشهد أنى رسولك , فحبب إليه لقائك وسهل عليه قضاءك , وأقلل له من الدنيا , ومن لم يؤمن بك ويشهد أنى رسولك , فلا تحبب إليه لقاءك ولا تسهل عليه قضاءك وأكثر له من الدنيا )
الدليل على ثبوت الإسم وإحصائه :
**************************
ورد الإسم فى كتاب الله فى موضع واحد وهو قوله تعالى : ( هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون )
الحشر : 23 , ولم يرد فى السنة إلا فى احاديث سرد الأسماء عند الترمذى من طريق الوليد بن مسلم , وغيره وهذه الأسماء مدرجة فى الأحاديث وتعيينها ليس من كلام النبى صلى الله عليه وسلم كما تقدم ذكره , وآية الحشر كافية فى إثبات الإسم .
شرح الإسم وتفسير معناه :
**********************
المؤمن فى اللغة إسم فاعل للموصوف بالإيمان , وأصله أمن يأمن أمنا , والأمن يقابل الخوف , والإيمان فى حقنا هو تصديق خبر الله تصديقا جازما , وتنفيذ امره تنفيذا كاملا .
وإسم المؤمن فيه عدة أقوال يدل عليها الإسم ويشملها :
القول الأول :
أن المؤمن هو الذى أمن الناس ألا يظلم احدا من خلقه , وأمن من ىمن به من عذابه , فكل سينال ما يستحق , قال تعالى : ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) النساء : 40 .
القول الثانى :
أن المؤمن هو المجير الذى يجير المظلوم من الظالم , بمعنى يؤمنه من الظلم وينصره , كما قال تعالى : ( قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون ) المؤمنون : 88 .
القول الثالث :
أن المؤمن هو الذى يصدق المؤمنين إذا وحدوه ,لأنه الواحد الذى وحد نفسه فقال : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام ) آل عمران : 18 .
الله عز وجل له المثل الأعلى جعل قضية الخلق هى شهادة ألا إله إلا الله وأنه لا معبود بحق سواه , وجعل أحكام العبودية أو الأحكام الشرعية هى المنهج المقرر على طلاب السعادة فى الدنيا , فإذا أهملوا ذلك جعلوا سعادتهم فى عبودية الشهوات وإتباع الشبهات وتناسوا مرحلة الإبتلاء والكفاح والرغبة فى النجاح والفلاح , وتسببوا فى ضلالهم . ثم أعلنوا زورا أنهم كانوا على صواب , فكذبوا على أنفسهم , فهنا يشهد أولوا العلم والملائكة بضلال المشركين وصحة ما جاء عن رسلهم .
القول الرابع :
أن المؤمن هو الذى يصدق مع عباده المؤمنين فى وعده , ويصدق ظنون عباده الموحدين , ولا يخيب آمالهم , كما جاء فى حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
يقول الله عز وجل : أنا عند ظن عبدى بى ---- الحديث .
دلالة الإسم على أوصاف الله :
*********************
إسم الله المؤمن يدل على ذات الله وعلى صفة الصدق كوصف ذات , قالى تعالى : ( قل صدق الله ) آل عمران :95 , والتصديق كوصف فعل, قال تعالى : ( ومن أصدق من الله حديثا ) النساء : 87 , وفى السنة عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : من قال لا إله إلا الله والله أكبر , صدقه ربه فقال : لا إله إلا أنا وأنا أكبر .
ويدل الإسم على لزوم القيومية والسمع والبصر والعلم والعدل والحكمة والعظمة والقوة والقدرة والعزة على إعتبار أن هذه الأوصاف لازمة للمؤمن .
الدعاء بإسم المؤمن دعاء مسالة :
*************************
لم يرد دعاء مأثورا بالإسم المطلق ولكن ورد الدعاء بالوصف , على إعتبار أنه المجير والذى يؤمن عباده كما قال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم رب إجعل هذا البلد آمنا واجنبى وبنى أن نعبد الأصنام ) إبراهيم : 35 , وعلى إعتبار أنه يصدق المؤمنين إذا وحدوه ويصدقهم فى وعده قال تعالى فى وصف الحواريين أتباع عيسى عليه السلام : ( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) آل عمران : 53 ,والدعاء الذى سبق فى أول المقالة .
الدعاء بإسم الله المؤمن دعاء عبادة :
*****************************
أثر الإسم فى سلوك العبد وتوحيده لله فيه هو يقين العبد فى ربه أنه لا يظلم أحدا من خلقه ,وأنه سينصر المظلوم ولو بعد حين , فيلجأ إليه فى أن يجيره من ظلم الظالمين , ولنا فى قصة حادثة الإفك أعظم المثل لنصر الله عباده المظلومين .
اللهم إنصر المظلومين فى كل مكان , كنا لنا ولا تكن علينا يا أرحم الراحمين , يا خير من سؤل , وخير من أعطى.
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق