بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إنى أسألك فعل الخيرات , وترك المنكرات , وحب المساكين , وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنى إليك غير مفتون .
إذا إقترن دعاء المسألة بالآداب الشرعية كان من أعظم الأسباب الإيمانية وأقواها فى تحصيل المنافع الدنيوية والدرجات العلية فى الآخرة, بل يكون الداعى فى توسله من حيث نوع التوسل ورفعته وحقيقته فى أعلى درجات القرب من الله عز وجل .
فلو أن الموحد فى دعائه لربه باسنه ووصفه كان مخلصا فى دعائه متقيدا بطريقة نبيه عليه الصلاة والسلام , وعلى ثقة من ربه فى إجابة مطلبه ملتزما بآداب الدعاء الشرعية فقد تأول بحق قول الله عز وجل : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) .
اولا : الإخلاص :
*************
الله أمرنا بالإخلاص فى الدعاء فقال : ( هو الحى لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ) غافر : 65 , وأمر بأن يكون الداعى على ثقة ويقين بأن الإجابة حاصلة , وأن الله تعالى يستحى من عبده إذا صدق فى دعائه أن يخيب رجاءه صفر اليدين
من حديث ابى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : إدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة , وإعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه .
ثانيا : إستحضار القلب :
******************
إستحضار القلب بالخشوع والرغبة فى الثواب , والخشية والرهبة والخوف من العقاب , فقال تعالى فى وصف نبيه زكريا عليه السلام : ( فاستجبنا له ووهبنا له يحييوأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) الأنبياء : 90 , ومع ذلك قوة العزم فى الدعاء .
ثالثا : تحرى الأوقات والإلحاح فى الدعاء :
******************************
وإذا كان الدعاء بأسمائه الحسنى مطلوبا فى كل زمان ومكان إلا أنه فى بعض المواطن التى تضيق فيها الأسباب بالإنسان أقوى مسألة وأسرع إستجابة ,فالله يحب العبد الملح فى الدعاء ,فإذا ضاقت السبل فأول ما يفعله أن يستغيث بربه , ويلجأ إلى الله بما يناسب حاله من الأسماء و يبتهل فى الدعاء , وتحرى وقت السحر فى جوف الليل , وإذا دعا الله دعاء مسألة فيستحب أن يكرر دعاءه ثلاث مرات أو يزيد عن ذلك عند الضيق والكربات
.
رابعا : الدعاء بما فيه رضى الله عز وجل :
******************************
فلا ندعو بقطيعه أرحام أو إثم أو زور أو بهتان , كما أن الداعى ينبغى ألا يحجر رحمة الله فى الدعاء , أو أن يبخل بدعائه لإخوانه ضنا بالفضل لنفسه , فرحمة الله تعالى وسعت كل شئ.
خامسا :تحرى المواضع التى حثنا فيها النبى عليه الصلاة والسلام بالدعاء:
**************************************************
مثل : السجود , وبين الآذان والإقامة , وإذا شعر بالظلم والقهر , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة فادعوا .
سادسا : أن يكون العبد على طاعة وتوحيد :
*******************************
يجب أن يكون على طاعة لله عز وجل وتوحيد وعبودية وألا يمتثل للأوامر الشرعية , وألا يفعل شيئا حرمه الله , لأن ذلك من موانع الإجابة وتأخير الإستجابة لمطلبه .
سابعا : عدم تعجل الإجابة :
*******************
فيجب ألا يتعجل العبد الإستجابة , وألا يجهر بالنداء إتقاء الفتنة والرياء , وأن يحذر الإعتداد والتجاوز فى الدعاء ومنه أن يدعو بهلاك الناس جميعا أو بإباحة ما حرمه الله على المكلفين , وعدم تمنى الموت , فقال النبى صلى الله عليه وسلم : يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لى .
وقد قال أبن القيم :
الدعاء فإنه من أقوى الأسباب فى دفع المكروه وحصول المطلوب .
هذه بعض الآداب إذا إنضمت إلى دعاء الله بأسمائه الحسنى مع فهم دقيق وإيمان عميق وإتصال وثيق بالله , كان ذلك من أقوى الأسباب تاثيرا , وأرجى عند الله إجابة وقبولا .
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق