الاثنين، 15 يونيو 2009

7 - دلاله إقتران الأسماء الحسنى على الصفات


بسم الله الرحمن الرحيم


بسم الله خير الأسماء , بسم الله أبدأ.


علمنا أن أسماء الله كلها حسنى وعظمى على ما يناسبها من أحوال العباد, ويذكر ابن القيم أن كل إسم من أسماء الله الحسنى له أثر فى الخلق والأمر, لابد من ترتيبه عليه كترتيب المرزوق والرزق على الرازق , وإسم الغفار التواب يقتضى مغفورا له وما يغفر له, ولذلك كل إسم من أسماء الله هو الأعظم فى موضعه بظهور أثره فى العباد , وحكمة الله فى ترتيب المصالح المقصودة والغايات الحميدة.

والله من حكمته ايضا أن يقرن بين اسمائه فى كثير من المواضع لتظهر دلالتها على أوصافه فتعطى كمالا فوق الكمال وجلال فوق الجلال ,بحيث تتجلى عظمة رب العزة والجلال فى أسمائه وصفاته وأفعاله .

1 - إقتران العزيز بالحكيم :

********************

فكل منها دال على الكمال الخاص الذى يقتضيه , وهوالعزة المطلقة فى العزيز والحكمة المطلقه فى الحكيم , والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة , فعزته لا تقتضى ظلما ولا جورا , كقوله تعالى : ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) المائدة : 118

أى إن مغفرتك لهم صادرة عن عزة وكمال قدرة لا عن عجز أو جهل أو فقر أو ضعف .

( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ) فذكر العزة المتضمنة لكمال القدرة والتصرف , والحكمة المتضمنة لكمال الحمد والعلم , ولهذا كثيرا ما يقرن تعالى بين هذين الإسمين فى آيات التشريع و الجزاء ليدل عباده على أن مصدر ذلك كله عن حكمة بالغة وعزة قاهرة .



2 - إقتران العزيز بالعليم :

*******************

ذكر الله عز وجل هذين الاسمين مقترنين بعد بيان قدرته فى تسيير الأجرام الفضائية والكواكب الدرية كما ورد فى قوله :( والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم )

يس: 38 وذلك ليعلم الجميع أن كل شئ موجود إنما هو بعلمه ومشيئته , وليس أمرا تلقائيا عفويا دون عزة وحكمة .



3 - إقتران العزيز بالرحيم :

********************

وهو ما ختم الله به سبحانه قصص الانبياء فى كثير من آيات القرآن , ففى سورة الشعراء يذكر فى أعقاب كل قصة : ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) الشعراء : 9 , وقد كرر ثمانى مرات , ليبين أن ما حكم به بين الرسل وأتباعهم وأهل الحق وأعدائهم صادر عن عزة ورحمة , وقال الزركشى : مناسبة قوله العزيز الرحيم فإنه نفى الإيمان عن الأكثر , فدل بالمفهوم على إيمان الأقل , فكانت العزة على من لم يؤمن والرحمة لمن آمن .



4 - إقتران السميع بالعليم :

******************

أمر الله عز وجل أن يقرن العبد بين هذين الإسمين عند الإستعاذة به من الشيطان فقال :

( و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) الأعراف : 200

وذلك لانه يرانا ولا نراه فناسب ذكر العليم مع السميع .

وعند طلب الإستعاذة من شياطين الإنس ناسب ذكر البصير مع السميع

فقال تعالى : ( إن الذين يجادلونك فى آيات الله بغير سلطان أتاهم إن فى صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير ) غافر : 56 .

لأن أفعال هؤلاء أفعال معاينة بالبصر , وأما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها فى القلب يتعلق بها العلم .

5 - إقتران الحميد بالمجيد :

*******************

الحميد سبحانه هو الذى له من الصفات وأسباب الحمد ما يقتضى أن يكون محمودا , وإن لم يحمده غيره فهو حميد فى نفسه , والمحمود من تعلق به حمد الحامدين , وهو أهل أن يحب لذاته وصفاته و أفعاله و أسمائه وإحسانه , وهكذا المجيد , فهو مستلزم للعظمة والسعة والجلال التى يحمد من أجلها .

فقال تعالى : ( قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) هود : 73

وللحديث بقية بإذن الله

اللهم علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علما.

************************************************************

نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة

للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق