السبت، 20 يونيو 2009

8- تابع دلالة إقتران الأسماء الحسنى على الصفات


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

نتابع بحول الله وقوته بعض أمثلة إقتران الأسماء الحسنى على الصفات.


6- إقتران الغنى بالحليم :

*******************

جمع الله بين هذين الإسمين فى قوله : ( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غنى حليم ) البقرة :263 وذلك ليبين للأغنياء أنه غنى عنهم لن يستفيد شيئا منهم , وإنما الحظ الأوفر لهم أنفسهم, فالصدقة نفعها عائد عليهم فكيف يمنون بنفقاتهم على ربهم , ويؤذون بها عباده مع غناه عنهم , وهو مع هذا حليم إذ لا يعاجل المنان منهم بالعقوبة .


7 - إقتران الغنى بالكريم :

********************

جمع الله بين الإسمين فى قوله تعالى : ( ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم ) النمل : 40 , وفى اجتماع الإسمين من معانى الكمال الكثير والكثير ,فليس كل غنى كريما وليس كل كريم غنيا , ولن يكتسى الغنى بالجمال إذا كان الغنى بخيلا , كما أنه لن يكتسى الكريم بالكمال إذا كان الكريم فقيرا ,وليس من غنى كريم له مطلق الغنى والكرم إلا رب العزة والجلال .


8 - إقتران الواسع بالعليم :

********************

ورد هذان الإسمان فى سبعة مواضع من القرآن , كما ورد فى قوله تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) البقرة : 261 فهنا لا يستبعد العبد فى نهاية سياق الآية هذه المضاعفة لأن المضاعف واسع العطاء , واسع الفضل , ومع ذلك فلا يظن أن سعة عطائه تقتضى حصولها لكل منفق , فإنه عليم بمن تصلح له المضاعفة وهو أهل لها ومن لا يستحقها ولا هو أهل لها , فإن كرمه وفضله لا يناقض حكمته بل يضع فضله مواضعه لسعته ورحمته , ويمنعه من ليس من أهله بعلمه وحكمته .


9 - إقتران الغفور بالودود :

********************

سر إقتران هذين الإسمين فى قوله تعالى : ( إنه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور الودود ) البروج : 13 , 14 , أن العبد الذى بينه وبين الله محبة وود لو أذنب ثم تاب واستغفر نادما صادقا , فإن الله يقبل توبته ويعيد محبته ويرجع الود أعظم مما كان .


10 - إقتران الأول والآخر والظاهر والباطن :

*********************************

وردت هذه الأسماء فى مجموعها دالة على معنى الإحاطة والكمال , وأن لا مناص للعبد من ركونه وافتقاره إلى رب العزة والجلال , فحص من المعانى باقترانها جلال فوق الكمال الذى ينفرد به كل اسم منها فقال تعالى : ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم ) الحديد : 3 ,فالأول يقتضى التجرد من مطالعة العباد للاسباب وإن أخذوا بها , وأن يجردوا النظر إلى سابق فضله ورحمته , وأنه المبتدئ بالاحسان من غير وسيلة من العبد , فمنه سبحانه الإعداد ومنه الإمداد .

والآخر يقتضى أيضا عدم ركونه ووثوقه بالاسباب والوقوف عليها , فإنها تنعدم لا محالة ويبقى الدائم الباقى بعدها , فالتعلق بها تعلق بعدم ينقضى , فهذان الإسمان يوجبان صحة الاضطرار إلى الله وحده ودوام الفقر إليه دون سواه .

أما الظاهر فيقتضى تحقق العبد من علو الله المطلق على كل شئ , وأنه قاهر فوق عباده , ومن ثم يصير لقلبه اتجاها يقصده , وربا يعبده .

وأما الباطن فيقتضى معرفة إحاطة الرب سبحانه بالعالم وعظمته , وأن العوالم كلها بقبضته , وأن الله قد أحاط بالخلائق أجمعين .

فهذه الأسماء الأربعة هى أركان العلم والمعرفة , فلها من معانى الكمال عند الإجتماع ما ليس لكل إسم من هذه الأسماء عند انفراده .

************************************************************

نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة

للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق