الأحد، 24 مايو 2009

6 - جلال أسماء الله وإسم الله الأعظم


بسم الله الرحمن الرحيم

***************

"اللهم إنا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا"


بعد أن من الله علينا بتعلمنا لأسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة , وذلك فى المقالة السابقة .

نبدا بحول الله وقوتة بشرح معنى جلال أسماء الله , لكى نفهم منها ما المراد بإسم الله الأعظم !!!


جلال أسماء الله الحسنى :

******************


من حكمة الله عز وجل أنه فطر عباده على أن يكون جلال المحبوب هو أعظم دواعى الحب فى قلوبهم , فالقلب يحب كل جميل , ويتعلق بكل جليل , ومن هنا تعلقت القلوب بربها لعظمة أسمائه وجلالها , وكمال أوصافه وجمالها .

قال الله فى وصف أسمائه : ( ولله اٌلأسماء الحسنى فادعوه بها ) الأعراف : 180

وقال فى مدحها وعلو شانها : ( تبارك إسم ربك ذى الجلال والإكرام ) الرحمن :78

والجلال هو منتهى الحسن والعظمة فى الأسماء والصفات والأفعال , وله عند التحقيق ركنان :


أولهما : الكمال وهو بلوغ الوصف أعلاه .

والثانى : هو بلوغ الحسن منتهاه .

وأن الله له الجلال المطلق فى أسمائه وله صفاته , بل كل إسم من أسمائه فيه الكمال والجلال .

ويذكر إبن القيم : أنك إذا أضفت إلى كماله وجماله ما كان من إحسانه فى ملكه وإنعامه على خلقه , فإنه لا يتخلف عن حبه الا الجاحدون وأصحاب القلوب الخبيثة, لان الله فطر النفوس على محبة المحسنين إليهم , المتصفين لديهم بالكمال والجمال .

وقد سماه نبينا صلى الله عليه وسلم بالجميل

روى مسلم من حديث ابن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله جميل يحب الجمال ).

فالله سبحانه جميل فى أسمائه جمال الذات وجمال الصفات وجمال الأفعال فى سائر المخلوقات .

*************************************************

إسم الله الأعظم ودلالته على الصفات :

***********************

زعم كثيرون أن الإسم الأعظم سر مكنون وغيب مصون وأن خاصة الأولياء العارفين يعلمونه بالتلقى عن مشايخهم , وأن هذا الإسم من علمه ودعا به فلابد أن يستجاب له , وجعلوا لذلك هالة من التقديس فى قلوب العامة خوفا من الدعاء بالإسم الأعظم الذى انفردوا بمعرفته .

وربما يتساءل بعض العامة عن العلة فى إخفاء الإسم الأعظم ؟

فالإجابة المشهورة عند هؤلاء أن العامة قد يدعون به دعوة باطلة فيستجاب لهم , أما العارفون فهم أمناء الله على سره ويستدلون بحديث ضعيف أو شبه موضوع يروى عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن عائشة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمها الإسم الأعظم ؟ فقال لها : ( يا عائشة , نهينا عن تعليمه النساء والصبيان والسفهاء ) .

لكن إسم الله الأعظم ليس كما يصوره هؤلاء أنه شئ خفى غيبى فأسماء الله كلها حسنى وكلها عظمى , ووجه الحسن فيها أنها دالة على أحسن وأعظم و أقدس مسمى وهو الله عز وجل , فذاته فى حسنها وجلالها ليس كمثلها شئ , وتنزهت عن كل نقص وعيب , وهذا يسرى على كل إسم تسمى به الله , سواء غابت عنا معرفته أو علمناه .

فأسماء الله كلها حسنى وعظمى على إعتبار ما يناسبها من أحوال العباد , من أجل ذلك تعرف الله إليهم بجملة منها تكفى لإظهار معانى الكمال فى عبوديتهم ,

فإسم الله الأعظم الذى يناسب حال فقرهم : المعطى - الجواد - المحسن - الواسع - الغنى .

والإسم الأعظم الذى يناسب حال ضعفهم : القادر - المقتدر - المهيمن - القوى .

والإسم الأعظم الذى يناسب حال السعى : الرزاق - الرازق - المنان - السميع - البصير .

وهكذا كل إسم من الأسماء الحسنى هو الأعظم فى موضعه على حسب حال العبد وما ينفعه .

وقد ذكرت بعض القصص الواهية حول إسم الله الأعظم , ورويت فى كتب السير والتاريخ وهى باطلة لا أصل لها , منها القصة التى ذكرت أن الملكين ببابل هاروت وماروت وانهما نزلا الى الأرض حين عمل بنو آدم المعاصى ليقضيا بين الناس بالحق , وأن الله القى فى قلوبهما شهوة النساء , ونهاهما ربهما عن شرب الخمر والزنا وسفك الدماء , وانهما كانا يعلمان الإسم الأعظم ليصعدا به إلى السماء , فجاءتهما إمراة فى مسألة لها فأعجبتهما وروداها عن نفسها فى البغى , فأبت عليهما حتى يعلماها الإسم الأعظم وغيرها من الإفتراءات وانهما زنيا وقتلا بريئا وحولها الله الى كوكب خناس وسمى بالزهرة .

ومنهم من قال أن كوكب الزهرة ما زال يعلم الشياطين الإسم الأعظم وهم يعلمونه لأوليائهم مع السحر , وغير ذلك من الكذب .


الروايات الثابتة فى الإسم الأعظم :

***********************

العظمة فى أسماء الله عز وجل تكون بإعتبار كل إسم على إنفراده أو بإعتبار جمعه إلى غيره , فيحصل بجمع الإسم إلى الآخر كمال فوق الكمال , ومن هنا تحمل الروايات التى ثبتت عن النبى فى ذكر الإسم الأعظم .

1 - الإسم الأعظم هو الله عز وجل , وأكثر أهل العلم أجمعوا على ذلك , كونه دال على كونه مألوها معبودا تألهه الخلائق محبة وتعظيما وخضوعا وفزعا إليه فى الحوائج والنوائب .

2 - حديث أسماء بنت يزيد رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إسم الله الأعظم فى هاتين الآيتين : ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) وفاتحة سورة آل عمران ) .

3 - حديث أبى عبد الرحمن القاسم عن أبى أمامة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( إسم الله الأعظم الذى إذا دعى به أجاب فى سور ثلاث , البقرة وآل عمران وطه ) , قال القاسم : فالتمستها , إنه الحى القيوم ,

( الله لا إله إلا هو الحىَ القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ) البقرة : 255

( الله لا إله إلا هو الحى القيوم ) آل عمران : 2

( وعنت الوجوه للحى القيوم ) طه : 111

4- عن عبد الله بن بريدة الأسلمى عن أبيه رضى الله عنهما قال : ( سمع النبى صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو وهو يقول : اللهم إنى أسألك بأنى أشهد أنك أنت الله , لا إله إلا أنت الأحد الصمد , الذى لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفوا أحد , فقال صلى الله عليه وسلم : والذى نفسى بيده لقد سأل الله بإسمه الأعظم الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى ) .


5 - حديث أنس بن مالك رضى الله عليه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلى ثم دعا : ( اللهم إنى أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان , بديع السماوات والأرض , يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم , فقال النبى صلى الله عليه وسلم : لقد دعا الله بإسمه العظيم الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى ) .


نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة

للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق