السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
نتابع بحول الله وقوته بعض أمثلة إقتران الأسماء الحسنى على الصفات.
6- إقتران الغنى بالحليم :
*******************
جمع الله بين هذين الإسمين فى قوله : ( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غنى حليم ) البقرة :263 وذلك ليبين للأغنياء أنه غنى عنهم لن يستفيد شيئا منهم , وإنما الحظ الأوفر لهم أنفسهم, فالصدقة نفعها عائد عليهم فكيف يمنون بنفقاتهم على ربهم , ويؤذون بها عباده مع غناه عنهم , وهو مع هذا حليم إذ لا يعاجل المنان منهم بالعقوبة .
7 - إقتران الغنى بالكريم :
********************
جمع الله بين الإسمين فى قوله تعالى : ( ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم ) النمل : 40 , وفى اجتماع الإسمين من معانى الكمال الكثير والكثير ,فليس كل غنى كريما وليس كل كريم غنيا , ولن يكتسى الغنى بالجمال إذا كان الغنى بخيلا , كما أنه لن يكتسى الكريم بالكمال إذا كان الكريم فقيرا ,وليس من غنى كريم له مطلق الغنى والكرم إلا رب العزة والجلال .
8 - إقتران الواسع بالعليم :
********************
ورد هذان الإسمان فى سبعة مواضع من القرآن , كما ورد فى قوله تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) البقرة : 261 فهنا لا يستبعد العبد فى نهاية سياق الآية هذه المضاعفة لأن المضاعف واسع العطاء , واسع الفضل , ومع ذلك فلا يظن أن سعة عطائه تقتضى حصولها لكل منفق , فإنه عليم بمن تصلح له المضاعفة وهو أهل لها ومن لا يستحقها ولا هو أهل لها , فإن كرمه وفضله لا يناقض حكمته بل يضع فضله مواضعه لسعته ورحمته , ويمنعه من ليس من أهله بعلمه وحكمته .
9 - إقتران الغفور بالودود :
********************
سر إقتران هذين الإسمين فى قوله تعالى : ( إنه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور الودود ) البروج : 13 , 14 , أن العبد الذى بينه وبين الله محبة وود لو أذنب ثم تاب واستغفر نادما صادقا , فإن الله يقبل توبته ويعيد محبته ويرجع الود أعظم مما كان .
10 - إقتران الأول والآخر والظاهر والباطن :
*********************************
وردت هذه الأسماء فى مجموعها دالة على معنى الإحاطة والكمال , وأن لا مناص للعبد من ركونه وافتقاره إلى رب العزة والجلال , فحص من المعانى باقترانها جلال فوق الكمال الذى ينفرد به كل اسم منها فقال تعالى : ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم ) الحديد : 3 ,فالأول يقتضى التجرد من مطالعة العباد للاسباب وإن أخذوا بها , وأن يجردوا النظر إلى سابق فضله ورحمته , وأنه المبتدئ بالاحسان من غير وسيلة من العبد , فمنه سبحانه الإعداد ومنه الإمداد .
والآخر يقتضى أيضا عدم ركونه ووثوقه بالاسباب والوقوف عليها , فإنها تنعدم لا محالة ويبقى الدائم الباقى بعدها , فالتعلق بها تعلق بعدم ينقضى , فهذان الإسمان يوجبان صحة الاضطرار إلى الله وحده ودوام الفقر إليه دون سواه .
أما الظاهر فيقتضى تحقق العبد من علو الله المطلق على كل شئ , وأنه قاهر فوق عباده , ومن ثم يصير لقلبه اتجاها يقصده , وربا يعبده .
وأما الباطن فيقتضى معرفة إحاطة الرب سبحانه بالعالم وعظمته , وأن العوالم كلها بقبضته , وأن الله قد أحاط بالخلائق أجمعين .
فهذه الأسماء الأربعة هى أركان العلم والمعرفة , فلها من معانى الكمال عند الإجتماع ما ليس لكل إسم من هذه الأسماء عند انفراده .
************************************************************
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق