بسم الله الرحمن الرحيم.
*****************
اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم
منهج السلف الصالح منهج إيمانى فطري مبنى على فهم حقيقة الإسلام والإيمان , فهم كانوا يصدقون خبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تصديقا جازما ينفى الوهم والشك والظن , وينفذون الأمر تنفيذا كاملا يقوم على الإخلاص والحب , بحيث تنسجم فطرتهم النقية مع توجيه النصوص القرآنية والنبوية .
ونحن لو نظرنا إلى هذا المبدأ بنظرة علمية تحليلية لوجدنا أنه يعبر عن العقيدة الإسلامية الصحيحة بأدق تفاصيلها , فالمسلم بقوله : لا إله إلا الله , قد عقد فى نفسه عقدا أن يكون الله عز وجل هو المعبود الحق الذى يصدق فى خبره دون تكذيب ويطاع فى أمره دون عصيان , وتلك حقيقة الأيمان التى نزل بها القرآن .
من المعلوم أن الكلام العربى قسمان :
***********************
الأول : الخبر , وهو يتطلب من المخاطب التصديق , وقد عرفه العلماء بأنه ما يصح أن يدخله الصدق أو الكذب , فالخبر هو الدال على أن مدلوله قد وقع قبل صدوره أو سيقع بعد صدوره .
الثانى :الأمر أو الطلب , وهو يتطلب من المخاطب الاستجابة والتنفيذ .وهو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب
ويذكر البيهقى أن حقيقة الإيمان والتوحيد تكمن فى تصديق الخبر وتنفيذ الامر ولان الخبر يدخله الصدق والكذب , فمن سمع خبرا واعتقد أنه حق وصدق فقد آمن به , ومن سمع أمرا أو نهيا فاعتقد الطاعة له فكأنما آمن فى نفسه به .
ولما كان الصحابة رضى الله عليهم هم أهل الفصاحة واللسان , وقد خاطبهم الله عز وجل بنوعى الكلام فى القرآن كان منهجهم فى مسائل التوحيد والإيمان هو تصديق الخبر وتنفيذ الأمر , وهذا ما عرف عند السلف بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات , وايضا لو أمرهم الله بشئ نفذوه بالقلب واللسان والجوارح , وهو ما عرف عند السلف بتوحيد الإلوهية , او توحيد القصد والطلب .
وكذلك كما صدقوا نبيهم فى كل ما أخبرهم به عن ربه , فاطاعوه ايضا فى كل ما امرهم به , وكانوا يبايعونه على ذلك .
وهذا حال أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم , وحال من سلك نهجهم من السلف , وهو تصديق الله فى خبره وإثبات ما أثبته لنفسه وما أثبته رسوله من غير أن يقحموا عقولهم فى مهالك التمثيل والتكييف , فهم آمنوا بأسماء الله على الحقيقة , وانها أعلام تدل على ذاته , وأوصاف تدل على جلاله وكماله , وانها توقيفية على ما وردت به نصوص القرآن وما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم .
ولما ظهرت المعتزله وهيمنت على الخلافة الإسلامية فى الربع الأول من القرن الثالث الهجرى ابتدعوا منهجا جديدا فى التوحيد غير ما عرف بين الصحابة والتابعين وعلماء السلف الصالح , فزعموا أن التوحيد هو إثبات الأسماء ونفى الصفات , وزعموا أن الله تعالى لم يكن له فى الأزل اسم ولا وصف ثم إكتسب الأسماء والصفات بعد أن لم تكن , وهذه الأسماء والأوصاف من أقوال المخلوقين المحدثين الواصفين .
موقف السلف ممن عطل دلالة الأسماء على الصفات :
*********************************
المعتزلة بقولهم إثبات الأسماء ونفى الصفات , أثبتوا ذاتا لا صفة لها , وجعلوا أسماء الله الدالة عليها أسماء فارغة من الأوصاف أو أسماء بلا مسمى , فقالوا : إن الله عليم بلا علم , سميع بلا سمع , بصير بلا بصر .
والعلة عندهم كما زعموا نفى التشبيه وإثبات التوحيد ,وهذا الكلام ظاهر البطلان وأساسه سوء الفهم لمعنى التوحيد
ويقول ابن تيمية : ( سمى الله نفسه بأسماء وسمى صفاته أسماء , وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره , وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص , ولم يلزم من اتفاق الإسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص اتفاقهما ).
وقد تضمن القرآن نصوصا كثيرة تدل على أن الله عز وجل سمى نفسه بأسماء , وسمى بعض عباده بأسماء هى فى حقهم سبحانه عند التجرد وعموم اللفظ , فسمى نفسه حيا كما ورد فى قوله عز وجل : ( الله لا إله إلا هو الحىَ القيوم ) , وسمى بعض عباده حيا كما فى قوله عز وجل : ( يخرج الحى من الميت ومخرج الميت من الحى ) الانعام - 95 مع العلم أنه ليس الحى كالحى
وسمى نفسه عليما كما فى قوله : ( إن ربك حكيم عليم ) الانعام - 83, وسمى بعض عباده عليما كما ورد فى قوله : ( وبشروه بغلام عليم ) الذاريات 28 .
وعليه فإن أساس ضلال المخالفين قياسهم الخالق على المخلوق أولا , ثم نفى أوصاف الخالق فرارا مما إعتقدوه , فقول المعتزله سميع بلا سمع خشيه إثبات الصفة هو ذم لله وليس مدحا , فمن المعلوم أن الأسم فى حقنا قد يكون على مسمى وقد لايكون , فلو قيل : فلان إسمه سعيد , فربما تجد فيه وصف السعادة وربما يكون حزينا .
أما أسماء الله عند السلف فهى أسماء على مسمى فالله عز وجل هو الغنى الذى يتصف بالغنى لا الفقر , ومن المعلوم أن دعاء الله بها أن يقول الفقير : يا غنى إغننى بفضلك عمن سواك , ولولا يقين الفقير أن الله عز وجل غنى ليس له نظير فى غناه ما دعاه .
أزليه الاسماء والصفات الإلهية :
*****************
اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم
منهج السلف الصالح منهج إيمانى فطري مبنى على فهم حقيقة الإسلام والإيمان , فهم كانوا يصدقون خبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تصديقا جازما ينفى الوهم والشك والظن , وينفذون الأمر تنفيذا كاملا يقوم على الإخلاص والحب , بحيث تنسجم فطرتهم النقية مع توجيه النصوص القرآنية والنبوية .
ونحن لو نظرنا إلى هذا المبدأ بنظرة علمية تحليلية لوجدنا أنه يعبر عن العقيدة الإسلامية الصحيحة بأدق تفاصيلها , فالمسلم بقوله : لا إله إلا الله , قد عقد فى نفسه عقدا أن يكون الله عز وجل هو المعبود الحق الذى يصدق فى خبره دون تكذيب ويطاع فى أمره دون عصيان , وتلك حقيقة الأيمان التى نزل بها القرآن .
من المعلوم أن الكلام العربى قسمان :
***********************
الأول : الخبر , وهو يتطلب من المخاطب التصديق , وقد عرفه العلماء بأنه ما يصح أن يدخله الصدق أو الكذب , فالخبر هو الدال على أن مدلوله قد وقع قبل صدوره أو سيقع بعد صدوره .
الثانى :الأمر أو الطلب , وهو يتطلب من المخاطب الاستجابة والتنفيذ .وهو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب
ويذكر البيهقى أن حقيقة الإيمان والتوحيد تكمن فى تصديق الخبر وتنفيذ الامر ولان الخبر يدخله الصدق والكذب , فمن سمع خبرا واعتقد أنه حق وصدق فقد آمن به , ومن سمع أمرا أو نهيا فاعتقد الطاعة له فكأنما آمن فى نفسه به .
ولما كان الصحابة رضى الله عليهم هم أهل الفصاحة واللسان , وقد خاطبهم الله عز وجل بنوعى الكلام فى القرآن كان منهجهم فى مسائل التوحيد والإيمان هو تصديق الخبر وتنفيذ الأمر , وهذا ما عرف عند السلف بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات , وايضا لو أمرهم الله بشئ نفذوه بالقلب واللسان والجوارح , وهو ما عرف عند السلف بتوحيد الإلوهية , او توحيد القصد والطلب .
وكذلك كما صدقوا نبيهم فى كل ما أخبرهم به عن ربه , فاطاعوه ايضا فى كل ما امرهم به , وكانوا يبايعونه على ذلك .
وهذا حال أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم , وحال من سلك نهجهم من السلف , وهو تصديق الله فى خبره وإثبات ما أثبته لنفسه وما أثبته رسوله من غير أن يقحموا عقولهم فى مهالك التمثيل والتكييف , فهم آمنوا بأسماء الله على الحقيقة , وانها أعلام تدل على ذاته , وأوصاف تدل على جلاله وكماله , وانها توقيفية على ما وردت به نصوص القرآن وما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم .
ولما ظهرت المعتزله وهيمنت على الخلافة الإسلامية فى الربع الأول من القرن الثالث الهجرى ابتدعوا منهجا جديدا فى التوحيد غير ما عرف بين الصحابة والتابعين وعلماء السلف الصالح , فزعموا أن التوحيد هو إثبات الأسماء ونفى الصفات , وزعموا أن الله تعالى لم يكن له فى الأزل اسم ولا وصف ثم إكتسب الأسماء والصفات بعد أن لم تكن , وهذه الأسماء والأوصاف من أقوال المخلوقين المحدثين الواصفين .
موقف السلف ممن عطل دلالة الأسماء على الصفات :
*********************************
المعتزلة بقولهم إثبات الأسماء ونفى الصفات , أثبتوا ذاتا لا صفة لها , وجعلوا أسماء الله الدالة عليها أسماء فارغة من الأوصاف أو أسماء بلا مسمى , فقالوا : إن الله عليم بلا علم , سميع بلا سمع , بصير بلا بصر .
والعلة عندهم كما زعموا نفى التشبيه وإثبات التوحيد ,وهذا الكلام ظاهر البطلان وأساسه سوء الفهم لمعنى التوحيد
ويقول ابن تيمية : ( سمى الله نفسه بأسماء وسمى صفاته أسماء , وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره , وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص , ولم يلزم من اتفاق الإسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص اتفاقهما ).
وقد تضمن القرآن نصوصا كثيرة تدل على أن الله عز وجل سمى نفسه بأسماء , وسمى بعض عباده بأسماء هى فى حقهم سبحانه عند التجرد وعموم اللفظ , فسمى نفسه حيا كما ورد فى قوله عز وجل : ( الله لا إله إلا هو الحىَ القيوم ) , وسمى بعض عباده حيا كما فى قوله عز وجل : ( يخرج الحى من الميت ومخرج الميت من الحى ) الانعام - 95 مع العلم أنه ليس الحى كالحى
وسمى نفسه عليما كما فى قوله : ( إن ربك حكيم عليم ) الانعام - 83, وسمى بعض عباده عليما كما ورد فى قوله : ( وبشروه بغلام عليم ) الذاريات 28 .
وعليه فإن أساس ضلال المخالفين قياسهم الخالق على المخلوق أولا , ثم نفى أوصاف الخالق فرارا مما إعتقدوه , فقول المعتزله سميع بلا سمع خشيه إثبات الصفة هو ذم لله وليس مدحا , فمن المعلوم أن الأسم فى حقنا قد يكون على مسمى وقد لايكون , فلو قيل : فلان إسمه سعيد , فربما تجد فيه وصف السعادة وربما يكون حزينا .
أما أسماء الله عند السلف فهى أسماء على مسمى فالله عز وجل هو الغنى الذى يتصف بالغنى لا الفقر , ومن المعلوم أن دعاء الله بها أن يقول الفقير : يا غنى إغننى بفضلك عمن سواك , ولولا يقين الفقير أن الله عز وجل غنى ليس له نظير فى غناه ما دعاه .
أزليه الاسماء والصفات الإلهية :
*********************
أما زعم المعتزله أن الله لم يكن له فى الأزل إسم ولا وصف كما وضحنا من قبل , فأساسه قياس التمثيل وتشبيه الخالق بالمخلوق , فالمخلوق يكتسب الأسماء والأوصاف شيئا فشيئا حتى يصل الى الكمال اللائق , أما رب العزة والجلال فما زال بأسمائه وصفاته له الكمال والجمال , فصفاته وأسماؤه أزلية أبدية.
*******************************************
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق