الأحد، 24 مايو 2009
6 - جلال أسماء الله وإسم الله الأعظم
السبت، 23 مايو 2009
5 - حصر أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
( الخافض - المعز - المذل - العدل - الجليل - الباعث - المحصى - المبدئ - المعيد - المميت - الواجد - الماجد - الوالى - ذو الجلال والإكرام - المقسط - المغنى - المانع - الضار - النافع - الباقى - الرشيد - الصبور . )
وكذلك سبعة أسماء مقيدة أو مضافة تذكر على الوضع الى ورد فى النص وهى :
( الرافع - المحيي - المنتقم - الجامع - النور - الهادى - البديع . )
الاثنين، 18 مايو 2009
4- منهج السلف فى العقيدة وأثره فى الإيمان بأسماء الله الحسنى
*****************
اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم
منهج السلف الصالح منهج إيمانى فطري مبنى على فهم حقيقة الإسلام والإيمان , فهم كانوا يصدقون خبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تصديقا جازما ينفى الوهم والشك والظن , وينفذون الأمر تنفيذا كاملا يقوم على الإخلاص والحب , بحيث تنسجم فطرتهم النقية مع توجيه النصوص القرآنية والنبوية .
ونحن لو نظرنا إلى هذا المبدأ بنظرة علمية تحليلية لوجدنا أنه يعبر عن العقيدة الإسلامية الصحيحة بأدق تفاصيلها , فالمسلم بقوله : لا إله إلا الله , قد عقد فى نفسه عقدا أن يكون الله عز وجل هو المعبود الحق الذى يصدق فى خبره دون تكذيب ويطاع فى أمره دون عصيان , وتلك حقيقة الأيمان التى نزل بها القرآن .
من المعلوم أن الكلام العربى قسمان :
***********************
الأول : الخبر , وهو يتطلب من المخاطب التصديق , وقد عرفه العلماء بأنه ما يصح أن يدخله الصدق أو الكذب , فالخبر هو الدال على أن مدلوله قد وقع قبل صدوره أو سيقع بعد صدوره .
الثانى :الأمر أو الطلب , وهو يتطلب من المخاطب الاستجابة والتنفيذ .وهو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب
ويذكر البيهقى أن حقيقة الإيمان والتوحيد تكمن فى تصديق الخبر وتنفيذ الامر ولان الخبر يدخله الصدق والكذب , فمن سمع خبرا واعتقد أنه حق وصدق فقد آمن به , ومن سمع أمرا أو نهيا فاعتقد الطاعة له فكأنما آمن فى نفسه به .
ولما كان الصحابة رضى الله عليهم هم أهل الفصاحة واللسان , وقد خاطبهم الله عز وجل بنوعى الكلام فى القرآن كان منهجهم فى مسائل التوحيد والإيمان هو تصديق الخبر وتنفيذ الأمر , وهذا ما عرف عند السلف بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات , وايضا لو أمرهم الله بشئ نفذوه بالقلب واللسان والجوارح , وهو ما عرف عند السلف بتوحيد الإلوهية , او توحيد القصد والطلب .
وكذلك كما صدقوا نبيهم فى كل ما أخبرهم به عن ربه , فاطاعوه ايضا فى كل ما امرهم به , وكانوا يبايعونه على ذلك .
وهذا حال أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم , وحال من سلك نهجهم من السلف , وهو تصديق الله فى خبره وإثبات ما أثبته لنفسه وما أثبته رسوله من غير أن يقحموا عقولهم فى مهالك التمثيل والتكييف , فهم آمنوا بأسماء الله على الحقيقة , وانها أعلام تدل على ذاته , وأوصاف تدل على جلاله وكماله , وانها توقيفية على ما وردت به نصوص القرآن وما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم .
ولما ظهرت المعتزله وهيمنت على الخلافة الإسلامية فى الربع الأول من القرن الثالث الهجرى ابتدعوا منهجا جديدا فى التوحيد غير ما عرف بين الصحابة والتابعين وعلماء السلف الصالح , فزعموا أن التوحيد هو إثبات الأسماء ونفى الصفات , وزعموا أن الله تعالى لم يكن له فى الأزل اسم ولا وصف ثم إكتسب الأسماء والصفات بعد أن لم تكن , وهذه الأسماء والأوصاف من أقوال المخلوقين المحدثين الواصفين .
موقف السلف ممن عطل دلالة الأسماء على الصفات :
*********************************
المعتزلة بقولهم إثبات الأسماء ونفى الصفات , أثبتوا ذاتا لا صفة لها , وجعلوا أسماء الله الدالة عليها أسماء فارغة من الأوصاف أو أسماء بلا مسمى , فقالوا : إن الله عليم بلا علم , سميع بلا سمع , بصير بلا بصر .
والعلة عندهم كما زعموا نفى التشبيه وإثبات التوحيد ,وهذا الكلام ظاهر البطلان وأساسه سوء الفهم لمعنى التوحيد
ويقول ابن تيمية : ( سمى الله نفسه بأسماء وسمى صفاته أسماء , وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره , وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص , ولم يلزم من اتفاق الإسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص اتفاقهما ).
وقد تضمن القرآن نصوصا كثيرة تدل على أن الله عز وجل سمى نفسه بأسماء , وسمى بعض عباده بأسماء هى فى حقهم سبحانه عند التجرد وعموم اللفظ , فسمى نفسه حيا كما ورد فى قوله عز وجل : ( الله لا إله إلا هو الحىَ القيوم ) , وسمى بعض عباده حيا كما فى قوله عز وجل : ( يخرج الحى من الميت ومخرج الميت من الحى ) الانعام - 95 مع العلم أنه ليس الحى كالحى
وسمى نفسه عليما كما فى قوله : ( إن ربك حكيم عليم ) الانعام - 83, وسمى بعض عباده عليما كما ورد فى قوله : ( وبشروه بغلام عليم ) الذاريات 28 .
وعليه فإن أساس ضلال المخالفين قياسهم الخالق على المخلوق أولا , ثم نفى أوصاف الخالق فرارا مما إعتقدوه , فقول المعتزله سميع بلا سمع خشيه إثبات الصفة هو ذم لله وليس مدحا , فمن المعلوم أن الأسم فى حقنا قد يكون على مسمى وقد لايكون , فلو قيل : فلان إسمه سعيد , فربما تجد فيه وصف السعادة وربما يكون حزينا .
أما أسماء الله عند السلف فهى أسماء على مسمى فالله عز وجل هو الغنى الذى يتصف بالغنى لا الفقر , ومن المعلوم أن دعاء الله بها أن يقول الفقير : يا غنى إغننى بفضلك عمن سواك , ولولا يقين الفقير أن الله عز وجل غنى ليس له نظير فى غناه ما دعاه .
أزليه الاسماء والصفات الإلهية :
*********************
أما زعم المعتزله أن الله لم يكن له فى الأزل إسم ولا وصف كما وضحنا من قبل , فأساسه قياس التمثيل وتشبيه الخالق بالمخلوق , فالمخلوق يكتسب الأسماء والأوصاف شيئا فشيئا حتى يصل الى الكمال اللائق , أما رب العزة والجلال فما زال بأسمائه وصفاته له الكمال والجمال , فصفاته وأسماؤه أزلية أبدية.
*******************************************
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى
الثلاثاء، 12 مايو 2009
3- شروط الإحصاء و جهود المعاصرين فى جمع الأسماء
********************
باسمك اللهم نبدأ, اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد.
علمنا أنه لم يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم تعيين الأسماء الحسنى أو سردها فى نص واحد , وأن سر الأسماء فى حديث الترمذى مما جمعه الوليد بن مسلم باجتهاده أو عن شيوخه من أهل الحديث .
وبعد بحث طويل وجهد كبير فى إستخراج الشروط المنهجية أو القواعد الأساسية لإحصاء الأسماء ألإلهية التى تعرف الله عز وجل بها الى عباده , يمكن حصر هذه القواعد فى خمسة شروط لازمة لكل إسم من الأسماء الحسنى
الشرط الأول :
***************
ثبوت النص فى القرآن أو صحيح السنة .
ورود الاسم نصا فى القرآن أو ما ثبت فى صحيح السنة وهذا الشرط مأخوذ من قوله عز وجل ( وللهِ الأسماء الحسنى فادعوه بها )
ووجه الدلاله أن لفظ الأسماء الحسنى يدل على أنها معهودة موجودة , فالألف والام هنا للعهد , ولما كان دورنا حيال الأسماء هو الإحصاء دون الأشتقاق والإنشاء فإن الإحصاء لا يكون الإ لشئ موجود معهود , ولا يعرف ذلك إلا بما نص عليه كتاب الله وما صح بالسند المتصل المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الامام النووى :
(وقد إتفق علماء الأمة رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخارى ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول ).
وهو ما سوف نستند إليه فى موضوعنا هذا بإذن الله وحوله وقوته .
الشرط الثانى :
***********
علمية الإسم وإستيفاء العلامات اللغوية .
لابد أن يرد الإسم فى النص مرادا به علمية الإسم , أى مميزا بعلامات الإسمية المعروفة فى اللغة , لأن القرآن نزل بلغة العرب وخاطبهم الله عز وجل على ما يعرفونه من قواعدها وأصولها.
ويتميز الاسم عن الفعل والحرف بخمس علامات لغوية أساسية معروفة وهم :
****************************************************
1 - كأن يدخل عليه حرف الجر , كما ورد فى قوله ( وتوكًل على الحىَ الّذى لا يموت )
2 - أو أن يرد الإسم منونا ,فالتنوين من العلامات الإسمية , كما ورد فى قوله تعالى ( بلدة طيبة وربُ غفور )
3 - أو تدخل عليه ياء النداء , كما ورد فى صحيح البخارى من حديث أنس رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله وكل فى الرحم ملكا فيقول : يا ربّ علقة , يا ربّ مضغة )
4 - أو ان يكون الإسم معرفا باللألف والام , كما فى قوله تعالى ( سبَح اسم ربَك الأعلى )
5 - أو يكون المعنى مستندا إليه محمولا عليه , كما ورد فى قوله تعالى ( الرحمن فاسال به خبيرا )
ووجه الإستدلال أنه سبحانه قال: ولله الأسماء , وأيضا قال : فله الأسماء . ولم يقل : ولله الأوصاف الحسنى أو فله الأفعال الحسنى .
وشتان بين الأسماء والأوصاف عند سائر العلماء , فالوصف لا يقوم بنفسه وإنما يقوم بموصوفه , والفعل لا يتم الإ بفاعله , إذ لا يصح .
أن نقول : الرحمة استوت على العرش , أو العزة أجرت الشمس , فهذه كلها أوصاف لا تقوم بنفسها بخلاف الأسماء الدالة على المسمى الذى اتصف بها ولذلك الله تعالى : ( الرَحمن على العرش استوى ) .
و عليه فإن كثيرا من الإسماء المشتهرة على ألسنة الناس هى فى الحقيقة أوصاف وأفعال وليست من الأسماء الحسنى .
الشرط الثالث
***************
إطلاق الاسم دون إضافة أو تقييد .
يجب أن يرد الإسم فى سياق النص مفردا مطلقا دون إضافة مقيدة أو قرينة ظاهرة تحد من الإطلاق وذلك بأن يفيد المدح والثناء على الله بنفسه , لأن الإضافة والتقييد يحدان من إطلاق الحسن والكمال على قدر ما أضيف إليه الاسم أو قيد به .
ويدخل فى معنى الإطلاق إقتران الاسم بالعلو المطلق , لأن معانى العلو جميعها سواء علو الشأن أو علو القهر أو علو الذات والفوقية هى فى حد ذاتها إطلاق .
فقال تعالى : ( والله على كل شئ قدير )
( وكان الله على كل شئ مقيتا )
( وهو على كل شئ شهيد )
الشرط الرابع :
*************
دلالة الإسم على الوصف
أن يكون اسما على مسمى , أسماء الله لا تكون حسنى بلا معنى , فلابد من دلالتها على المعنى الذى تضمنه كل اسم والذى يختلف عن الاخر , ودليل ذلك قوله تعالى :( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) .
( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) .
فكلها تدل على مسمى واحد , ولا فرق بين الرحمن أو الرحيم أو الملك أو القدوس أو السلام أو المؤمن أو المهيمن أو الجبار إلى آخر ما ذكر من أسمائه الحسنى فى الدلالة على ذاته , فهى من جهه العلمية مترادفة .
أما من جهة دلالتها على الوصفية فهى متنوعه ومختلفة ,ووجه الأستدلال أن دعاء الله بها مرتبط بحال العبد وما يناسب حاجته واضطراره .
الشرط الخامس :
*************
دلالة الوصف على الكمال المطلق .
يشترط فى إحصاء الأسماء الحسنى أن يكون الوصف الذى دل عليه الإسم فى غاية الجمال والكمال , فلا يكون المعنى عند تجرد اللفظ منقسما إلى كمال أو نقص أو يحتمل شيئا يحد من إطلاق الكمال والحسن .
والله لا يتصف إلا بالكمال المطلق الذى لا نقص فيه بوجه من الوجوه كالحياة والعلم والقدرة , والسمع والبصر والرحمة, وغير ذلك من أوصاف الكمال.
أما ضد ذلك من أوصاف النقص كالموت والعجز والظلم واسنة والنوم فالله منزه عنها, أما اذا كان الوصف عند تجرده عن الإضافة فى موضع احتمال , فكان كمالا فى حال ونقصا فى حال فلا يصح فيه إطلاق الاسم على الله أو حتى الوصف دون تقييد .
مثال على ذلك : ( ومكروا ومكر الله والله خيرُ الماكرين ) آل عمران : 54
المكر هو التدبير فى الخفاء بقصد الإساءة أو الإيذاء وهذا قبيح مذموم , أو بقصد الإبتلاء والجزاء وهذا ممدوح محمود , ولهذا لا يصح إطلاق الماكر أسما أو وصفا فى حق الله عز وجل دون تخصيص , وقد نسب الله عز وجل المكر إلى نفسه مقيدا فى مقابل مكر الكافرين .
اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما .
***********************************************
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى
الاثنين، 4 مايو 2009
2- تمييز الاسماء الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
بسم الله والصلاة و السلام على خير خلقه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما واجعلنا من العالمين العاملين المخلصين
باذن الله وحوله وقوته نحاول اليوم ان نمييز الاسماء الحسنى الثابته فى الكتاب والسنة
نجد عندنا لبس كبير يحدث عند ورود حديثين صحيحين عن نبينا عليه الصلاه والسلام
وهما :
1- حديث ابى هريرة رضى الله عليه , بقول النبى صلى الله عليه وسلم : ( ان لله تسعه وتسعين اسما مائه الا واحدا من أحصاها دخل الجنة )
وهنا يستند اليه فى حصر أسماء الله الحسنى فى التسعه والتسعين وهنا رأى ابن حزم الاندلسى .
2- حديث ابن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى دعاء الكرب : ( ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال : اللهم انى عبدك وابن عبدك وابن أمتك, ناصيتى بيدك , ماض فى حكمك , عدل فى قضاؤك , أسألك بكل اسم هو لك , سميت به نفسك , أو أنزلته فى كتابك , أو علمته أحدا من خلقك , أو استاثرت به فى علم الغيب عندك , أن تجعل القرآن ربيع قلبى , ونور صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى . الا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا , فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ فقال : بل ينبغى لمن سمعها أن يتعلمها ) .
وهنا يستند اليه فى التوسع فى احصاء أسماء الله الحسنى عن طريق اشتقاق اسماء الله من أفعاله وأوصافه وهذا رأى الفريق الاخر .
أما الفريق الثالث : فهو فريق وسط تولى وجهته ابن تيميه وتلميذه ابن القيم فاتفقوا على أن الاسماء الحسنى توقيفيه على النص , لكن أحدا منهم لم يستطيع جمعها بتمامها أو حصرها من الكتاب والسنة فأخذوا بالروايتين الثابتتين معا .
وهنا نوضح أنه مما لا شك فيه أن جملة أسماء الله الحسنى الكليه تعد أمرا من الآمور الغيبيه التى أستاثر الله بها وأنها غير محصورة فى عدد معين وهذا ظاهر فى رواية ابن مسعود ولا يفهم من حديث أبى هريرة الذى ورد فيه النص على 99 اسما حصرها جميعها بمجموعها الكلى, لان المقصود باحصاء هذا العدد احصاء الاسماء الحسنى التى تعرف الله عز وجل بها الى عباده فى كتابه وسنة رسوله
.لو كان المراد الحصر لقال النبى صلى الله عليه وسلم : ان أسماء الله تسعه وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنه
قال ابن القيم : ( الاسماء الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا تحد بعدد , فان لله تعالى أسماء وصفات استاثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملك مقرب ولا نبى مرسل كما فى الحديث الصحيح , فجعل أسماءه ثلاثة اقسام : قسم سمى به نفسه فأظهره لمن يشاء من ملائكته أو غيرهم ولم ينزل به كتابه ,وقسم أنزل به كتابه فتعرف به الى عباده , وقسم استاثر به فى علم غيبه فلم يطلع عليه أحد من خلقه , ولهذا قال : استاثرت به , أى انفردت بعلمه ) .
نحن الان اتفقنا أن أسماء الله لا تعد ولا تحصى فهو سبحانه الذى يعلم عددها , أما تخصيص بعضها بتسعة وتسعين و تأكيد النبى صلى الله عليه وسلم بقوله مائه الا واحدا فالعله فى ذلك(رأى الكاتب) والله أعلم أن كل مرحلة من مراحل الخلق يظهر فيها الحق سبحانه وتعالى من أسمائه وصفاته ما يناسب الغايه من وجودها .
فمثلا فى مرحلة الدنيا وما فيها من شهوات وشبهات واختلاف وتباين فى الآراء , وتقليب الامور للانسان على أنواع الابتلاء, وحكمة الله فى تكليفه بالشرائع والاحكام , وتمييز الحلال من الحرام , فى هذه الحالة تعرف الله الى عباده بجمله من اسمائه وصفاته تناسب حاجة الانسان وضرورياته .
مثل :
المذنب من العباد ان أراد التوبة سيجد الله توابا رحيما عفوا غفورا.
المظلوم سيجد الله حكما وليا نصيرا.
الفقير سيجد الله رزاقا حسيبا مقيتا وكيلا .
الضعيف سيجد الله قويا عزيزا جبار .
ان الدنيا خلقت للابتلاء فان الله قد عرفنا بما يناسبنا ويناسبها من الاسماء وقد لا ينفع الدعاء بهذه الاسماء أو بعضها فى مرحله اخرى مثل يوم القيامة , فلا ينفع أن يدعو الكفار والمشركون ربهم يوم القيامة باسمه العظيم الرفيق الواسع الفتاح الرءوف الودود اللطيف الغفور الغفار العفو التواب , ولا أن يقبل توبتهم , ولا أن يرحمهم , فان ذلك لا يتحقق لمخالفته مقتضى الحكمه .
وقد بين النبى صلى الله عليه وسلم عند مجئ الحق للفصل يوم القيامة يغضب غضبا شديدا لم يغضب قبله مثله , ولن يغضب بعده مثله , فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون , فيبحثون عن شفيع قريب لكن الانبياء يتخلفون عن الشفاعة الا صاحب المقام المحمود يقول عندها : أنا لها ,
ورد عند البخارى من حديث ابى هريرة مرفوعا : ( فانطلق فآتى تحت العرش فأقع ساجدا لربى عز وجل ثم يفتح الله على من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلى , ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك سل تعطه , واشفع تشفع ) .
ومن ثم أسماء الله التى تعرف بها الى عباده والتى خصها النبى صلى الله عليه وسلم بالعدد المشار اليه فى الاحاديث كلها حسنى وتتناسب مع أحوال العباد ودعائهم لله بها , وذلك ابتلاء من الله لهم فى الاستعانه به والصدق معه والرغبة اليه والخوف منه والتوكل عليه وغير ذلك من معانى العبودية التى تحقق العله من خلقهم .
والنبى صلى الله عليه وسلم لم يبين التسعه و التسعين اسما على وجه العد والتفصيل ليجتهد الناس فى البحث والتحصيل ,وفى ذلك حكمه بالغه أن يطلبها الناس ويبذلوا غايه جهدهم فى التعرف على أسماء ربهم التى ثبتت فى الكتاب والسنة , ثم يؤمنوا بها ويعملوا بمقتضاها.
وكل ذلك من باب المسارعه فى الخيرات ورفعه الدرجات وتتفاوت المنازل فى الجنات وتحقيق وعد النبى صلى الله عليه وسلم الذى يحفز الهمم ويبث على الطاعات لان من يلزم حفظ اسماء الله الحسنى واحصائها يتطلب مجاهدة وجهادا كبيرا
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابته فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى