الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

26-اسم الله ( الخالق )


بسم الله الرحمن الرحيم

(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الحشر : 24.

الدليل على ثبوت الإسم وإحصائه :
***************************
ورد فى القرآن فى أكثر من موضع مطلقا ومقيدا ومنونا ومعرفا , فقال تعالى : (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)الزمر: 62,أما ما ورد فى السنة فقد ورى الإمام أحمد وصححه الالبانى من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه انه قال :غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله لو سعرت ؟ فقال : إن الله هو الخالق القابض الباسط الرازق المسعر , وأنى لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبنى أحد بمظلمة ظلمتها إياه فى دم ولا مال .
وأيضا قال صلى الله عليه وسلم : لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق .
شرح الإسم وتفسير معناه :

***********************

الخالق فى اللغة إسم فاعل فعله خلق يخلق خلقا, والخلق مصدر من الفعل خلق ومنه قوله تعالى : ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ)السجدة : 7 , ويأتى الخلق أيضا بمعنى المخلوق , ومنه قوله تعالى : ( هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) لقمان : 11, والخلق أصله التقدير المستقيم ويستعمل فى إبداع الشئ من غير أصل ولا إحتذاء ,و فى إيجاد الشئ من الشئ .

والخلق قد يأتى أيضا بمعنى الكذب على إعتبارأن الذى يكذب يؤلف وينشئ كلاما لا يطابق الحقيقة , ومن ذلك قوله تعالى : ( إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً ) العنكبوت : 17.

والخالق فى أسماء الله هو الذى أوجد جميع الأشياء بعد أن لم تكن موجودة , وقدر أمورها فى الأزل بعد أن كانت معدومة , وهو الذى ركب الأشياء تركيبا ورتبها بقدرته ترتيبا .

دلالة الاسم على أوصاف الله :

************************

اسم الله الخالق يدل على ذات الله وعلى صفة الخالقية بدلية المطابقة , واسم الله الخالق يدل باللزوم على الحياة والقيومية والسمع والبصر والعلم والمشيئة والحكمة والغنى والقوة وغير ذلك من الصفات الذاتية والفعلية .

الدعاء باسم الله الخالق دعاء مسألة :

**************************

ورد دعاء المسألة بالوصف الذى تضمنه الاسم فى كثير من نصوص الكتاب والسنة كما فى قوله تعالى : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ)190( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)191 آل عمران ,وعند البخارى من حديث شداد بن أوس رضى الله أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : سيد الإستغفار أن تقول : أللهم أنت ربى , لا إله إلا أنت , خلقتنى ,انا عبدك , وانا على عهدك ووعدك ما أستطعت -------- الحديث .

الدعاء باسم الله الخالق دعاء عبادة :

**************************

أثر الاسم فى سلوك العبد يتجلى فى إيمانه بأن ما قدره الخالق وكتبه فى اللوح المحفوظ كائن لا محالة , وأنه سيخلقه بمشيئته وقدرته, فيؤمن بقدر الله ويعمل بشريعته, ويعلم أنه ميسر لما خلق له , ومن دعاء العبادة شكر العبد لخالقه من خلال قوله وفعله , وطاعته لله عز وجل فى كل جزء من بدنه , روى مسلم من حديث عائشة رضى الله عنها انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل . فمن كبر الله ، وحمد الله ، وهلل الله ، وسبح الله ، واستغفر الله ، وعزل حجرا عن طريق الناس ، أو شوكة أو عظما من طريق الناس ، وأمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى . فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1007خلاصة الدرجة: صحيح

ومن أثر الإسم على العبد إيمانه بأن الخالق فى أوصافه يختلف عن المخلوق فى يزينن له الشيطان أن يخضع الخالق لأحكام المخلوق , بل يستعذ بالله من نزغه ووسواسه , روى مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليسألنكم الناس عن كل شئ حتى يقولوا : الله خلق كل شئ فمن خلقه , أما من جهة التسمية بعبد الخالق فتسمى به .

نقلا عن كتاب: أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى